"كورونا": الأعراض والوقاية... والأمل في العلاج

09 ابريل 2014
+ الخط -

فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، يعرف هذا الفيروس أيضا بـ"فيروس كورونا الجديد" أو "كورونا نوفل"، وتم اكتشافه في الرابع والعشرين من 2012 عن يدي الطبيب المصري علي محمد زكي، المتخصص في علم الفيروسات في المملكة العربية السعودية، ويعتبر من فصيلة تعرف بالفيروسات التاجية "corona" التي ظهر أول فيروس منها عام 1960، وأطلقت عليه في البداية أسماء عديدة مثل شبيه سارس أو سارس السعودي، حتى اتّفق أخيراً على تسميته: "فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي"، ويرمز إليه اختصار "MERS-CoV".

وأثبتت الدراسات أن الفيروس الجديد ينتشر بين الناس بمعدل منخفض عن غيره، ولكن نسبة الوفيات بسببه مرتفعة وتصل إلى ٥٠ بالمئة تقريباً، خاصة عند كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

الأعراض

تؤدي الإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط، في العادة، إلى التهاب قناة التنفس العلوية وبأعراض مشابهه للأنفلونزا مثل: العطاس، والكحة، وانسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة الحرارة، وأيضاً قد يؤدي إلى إصابة حادة في الجهاز التنفسي السفلي، والالتهاب الرئوي. وبالإضافة إلى التأثير على الجهاز التنفسي، فإن الفيروس قد يؤدي إلى فشل كلوي مع احتمال عالٍ للوفاة، وخصوصاً لدى المسنين أو مَن لديهم أمراض مزمنة أو يعانون ضعف المناعة.

العدوى

تنتقل العدوى نتيجة استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو عن طريق الأسطح الملوثة، مثل المخدات (الوسادات) والألحفة (الشراشف) وغيرها.

وثبتت قدرة الفيروس على الانتقال بين الناس، كما ثبتت إصابة عدد من العاملين في المجال الصحي عن طريق العدوى من المرضى. وتوصي منظمة الصحة العالمية العاملين في مجال الرعاية الصحية باستخدام الإجراءات الوقائية من الأمراض التنفسية عند الكشف على المصابين بالفيروس.

ويعتقد، حسب الدراسات، أن فترة حضانة الفيروس تكون في الغالب 12 يوماً، ويمكن للفيروس الاحتفاظ بقدرته على الإمراض خارج جسم الإنسان لمدة ستة أيام في بيئة سائلة وثلاث ساعات على الأسطح الجافة.

لا يوجد علاج

أعلن فريق بحثي قطري- هولندي الشهر الماضي أنه تمكن من عزل واستكثار فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، على أمل أن يكون هذا الكشف خطوة في معرفة مصدر الفيروس وتقديم علاج له.

ولا يعرف حتى الآن مصدر هذه السلالة الجديدة من الفيروس، كما أنه لا يوجد علاج نوعي للفيروس، وإنما تستخدم أدوية مساندة لتخفيف بعض الأعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة؛ وتم التوصل إلى لقاحين للوقاية لكنهما ما زالا قيد الاختبار.

وحتى بدايات الألفية الثانية، كان علماء الفيروسات يعرفون وجود فيروسين فقط من هذه العائلة تصيب الإنسان، لكن عام 2003 شهد ظهور الفيروس في منطقة هونغ كونغ الصينية، وسجل الوباء 8422 حالة إصابة حول العالم توفيت منها 916 حالة، بنسبة وفيات تقترب من ١٠ بالمئة للمصابين. وخلال عامي 2004 و2005 تم اكتشاف سلالتين جديدتين من الفيروس.

وفي يونيو/ حزيران ٢٠١٢، في المملكة العربية السعودية، توفي أول مريض بسبب الإصابة بفيروس كورونا مختلف عن الأنواع المعروفة سابقاً. وبعد اكتشاف الدكتور محمد علي زكريا له في سبتمبر/ أيلول 2012، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً عالمياً من ظهور نوع جديد من فيروسات الكورونا في كل من السعودية وقطر حيث أُصيب شخصان.

وسجلت منظمة الصحة العالمية 184 حالة إصابة، مؤكدة مختبرياً على مستوى العالم منها 80 حالة وفاة خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول 2012 وحتى 28 فبراير/ شباط الماضي، وارتفع العدد إلى 81 حالة وفاة بعد إعلان السعودية منذ ثلاثة أيام عن حالة وفاة جديدة نتيجة الفيروس.

وتعتبر السعودية الأكثر إصابة بالفيروس، والدول الأخرى التي ثبت وجود حالات فيها هي بريطانيا وقطر والأردن وفرنسا والإمارات وتونس، ولوحظ أن جميع الحالات المرضية التي وقعت في أوروبا وتونس لها صلة ما بالشرق الأوسط (بصفة مباشرة أو غير مباشرة).

إرشادات للوقاية

وتنصح الجهات الطبية باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس:

* تجنّب رذاذ المريض أثناء العطاس.

* عدم ملامسة الأسطح الملوثة.

* عدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل المخدات والألحفة.

* غسل اليدين جيداً باستخدام الصابون.

* ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المزدحمة.

* تجنُّب مخالطة الشخص المصاب عن قُرب.

وللمصابين بالفيروس ينصح بـ:

* الحصولُ على جميع اللقاحات اللازمة.

* زيارةُ مقدِّم الرعاية الطبية قبل أربع أو ست أسابيع من السفر للحصول على اللقاحات اللازمة.

* تغطية الفم بمنديل ورقي عند العطاس أو السعال، ثم التخلَّص من المنديل في سلَّة المهملات.

* تجنُّب التواصل مع الأشخاص الآخرين لمنع انتقال العدوى إليهم.

دلالات
المساهمون