"كليلة ودمنة".. رحلة المخطوطة بين الثقافات

07 يوليو 2020
+ الخط -

يعدّ "كليلة ودمنة" نصاً أساسياً في تاريخ الأدب العالمي، وتجاوزت مجموعته من الحكايات التي تعلّم الحكمة السياسية اللغات والثقافات والأديان. على مر القرون، حيث سافر الكتاب من الهند عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا. 

تمّت ترجمة المخطوطة من اللغة السنسكريتية إلى الفارسية ثم العربية على يد ابن المقفع، وصولاً إلى اللاتينية، والعاميات الأوروبية، وكذلك لغات الشرق الأدنى وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.

ومع تغيّر اللغة التي نُقلت إليها "كليلة ودمنة"، تغيّر سياق الحكايات الديني والاجتماعي من الهندوسية عبر الزرادشتية إلى الإسلام، ومن هناك إلى المسيحية.

ورغم هذه التنقلات التي عاشها الكتاب مجهول المؤلّف، لم تجر حتى الآن دراسة منهجية لتاريخ العمل متعدّد اللغات الذي جرى تلقيه اليوم بأكثر من أربعين لغة، وأدى غياب البحوث المتاحة إلى أن دراسات الأدب العالمي تجاهلت تحولات النص، وكذلك تجنبها علماء اللغة العربية بسبب اختلاف مخطوطاتها. 

تحت عنوان "أنونيم كلاسيك"، انطلق المشروع المموّل من "جامعة برلين الحرة"، بهدف إنشاء نسخة رقمية من هذا النص المعقد مع تتبّع لتقاليد تنقله وتاريخ المخطوطة باستخدام أدوات رقمية لمعالجة أول دراسة شاملة لهذه الإصدارات المتباينة.

رغم التنقلات التي عاشها الكتاب المجهول المؤلف، لم تجر حتى الآن دراسة منهجية لتاريخ العمل متعدد اللغات

وفي هذا الإطار، تقيم "مراكز كولومبيا العالمية" في عمان، سلسلة من الجلسات النقاشية لتقديم هذا المشروع إلى جانب ورش عمل أكاديمية متتالية تنطلق أولها عند السادسة من مساء اليوم، إلى جانب محاضرات تقام أيام 13 و 20 و 27 من الشهر الجاري.

أمسية اليوم تقام تحت عنوان "تحرير كلاسيكي بلا مبرر"، تشارك فيها هانية صلاح، الباحثة في مراكز كولومبيا العالمية، وماثيو ل. كيغان، الأستاذ المساعد في الثقافات الآسيوية والشرق أوسطية في "جامعة كولومبيا". ومن "جامعة برلين الحرة "، تشارك بياتريس غروندلر، رئيسة اللغة العربية وآدابها والباحثة ريما رضوان، وبلال أورفلي، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في "الجامعة الأمريكية" ببيروت.

تقدّم مناقشة اليوم الكتاب فكرة أن النسخ المختلفة لهذه القصة في المخطوطات العربية وعشرات اللغات الأخرى جعلت إنتاج طبعة نهائية منه مستحيلة. 

تناقش ورشة العمل المقبلة تجربة العلوم الإنسانية الرقمية والإصدارات الرقمية، يشارك فيها محمود كوزاي الباحث في "جامعة برلين الحرة"، و"في المشاريع الرقمية الصغيرة الحجم لأبحاث العلوم الإنسانية" للباحث ثيودور إس بيرز من نفس الجامعة، وسارة بوين سافانت من "جامعة الآغا خان"، ومكسيم رومانوف من "جامعة فيينا".

ورشة العمل الثالثة تحمل عنوان "تكييفات وترجمات كليلة ودمنة"، وفيها  تحليل الترجمتين السريانيتين، يقدّمها جان ج. فان جينكل، وثيودور إس بيرز، وإيزابيل تورال من "جامعة برلين الحرة"، ولارا حرب أستاذة دراسات الشرق الأدنى من "جامعة برينستون".

أما آخر ورشة، فهي "النسخ العربية لكليلة ودمنة"، وتتناول العلاقة بين مخطوطات العمل وتنقيحها، والأهمية الأدبية للغة العربية الوسطى في هذه المخطوطات من العصر الحديث المبكر، ويشارك فيها يوهانس ستيفان أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة إيموري".
 

المساهمون