ما رأيكم في البنات التي تشتم؟ ولماذا أصبح هناك عدد كبير من الفتيات يشتمن ويستخدمن ألفاظاً بذيئة؟ وما الحل؟
"هل أصبحت البنات سلعة تجارية يستخدمها أصحاب المراكب النيلية من أجل عرض الرقص الشرقي وجذب الزبائن؟ هل النيل أصبح من مواطن الابتذال؟".
"الإسفاف في الأفراح وتدمير الأخلاق؟ هل بهذه المناظر تكون الفرحة؟ الرقص والخمور والحشيش والعري".
"حادثة مروعة جديدة لاغتصاب طفلة، يمكن أن يكون هناك الكثيرون لم يسمعوا بها.. فكيف يمكن مواجهة هؤلاء المجرمين مغتصبي الأطفال؟".
هذه بعض من الأسئلة المطروحة للنقاش على صفحة "كفاية إسفاف" التي تحمل اسم الحملة التي دشنتها مجموعة من الشباب على موقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، لمحاربة الإسفاف في المجتمع المصري.
يقول القائمون على الصفحة إنها "حملة صريحة ومباشرة لمقاطعة الإسفاف في أي صورة كان، مسلسلاً، أم فيلماً أم إعلاناً تجارياً أم أغنية أم أي شيء آخر".
ويعرّف القائمون على الحملة الإسفاف بأنه كل ما يُقدّم دون المستوى، وغير أخلاقي، ويتنافى مع القيم والمبادئ الحميدة ويدمر السلوك الإنساني والمجتمعي.
وكان 13 شاباً من محافظات مصرية مختلفة، دشنوا حملة "كفاية اسفاف" تحت شعار: "كفاية عري وفن هابط وساقط، كفاية تحرّش وإعلام مضلّل"، في 13 إبريل/ نيسان 2014، ومن بينهم الشاب أحمد عبد الله، صاحب الفكرة، ابن الثمانية عشر عاماً، أما الآن فقد وصل عدد المشاركين في الحملة إلى 619.374 حتى مساء الأربعاء، السابع من مايو/ أيار الجاري.
يقول عمر حفني، أحد مؤسسي الحملة، إن المصريين تغيّروا ولن يقبلوا أبداً بالإسفاف الذي كان وما زال يغرقنا عبر الأفلام الهابطة، والدليل على ذلك النجاح الذي حققناه من خلال حملتنا ومن خلال اعتراض المصريين على عرض فيلم "حلاوة روح" لاحتوائه على كثير من المشاهد المثيرة والمرفوضة أخلاقياً، ما أدى إلى منع عرضه في النهاية.
وتتخطى الحملة حدود وجودها الإلكتروني ليكون لها حيّز في أرض الواقع، فهي تخطط لعمل حملات توعية فى المدارس والجامعات والشوارع، كما تخطط لعمل خطوات تصعيدية ووقفات احتجاجية إذا لزم الأمر.
يقول الحفني، منسّق حملة "كفاية إسفاف": إن آخر فعاليات قامت بها الحملة على أرض الواقع كانت في جامعة عين شمس وجامعة الأزهر، وكانت هناك استجابة كبيرة لما قدمناه وتأييداً هائلاً لأهداف الحملة، لكن الجهود متوقفة في الوقت الحالي نظراً لظروف امتحانات نهاية العام، وبعدها ستعاود "كفاية إسفاف" النزول إلى الشوارع ومراكز الشباب والبيوت وحتى الحضانات للتعرّف إلى الأجيال الصاعدة ومحاولة إبعاد الفن الهابط عن آذانهم ومسامعهم.
وعن كيفية عملهم على أرض الواقع ومشروعية تحركهم داخل المؤسسات الحكومية، يقول الحفني: إن وجودهم داخل الجامعات يتم بشكل ودي عن طريق طلبة داخل هذه الجامعات تسهّل عملية الدخول والتعريف بالحملة بين التجمعات المختلفة بالجامعة. كذلك يتم توزيع أوراق للتعريف بأهداف الحملة وما تسعى إلى تحقيقه. ولكنهم حتى الآن لم يحصلوا على تصاريح من أي جهة رسمية للدخول إلى أماكن معينة، وسيسعون إلى ذلك.
ويتابع منسّق "كفاية إسفاف"، أنهم يواجهون كل المواد الهابطة بالنقد والمتابعة والوقفات الاحتجاجية، سواء كانت المادة في صورة أفلام مثيرة للغرائز، وكذلك ما يقدمه التلفزيون من برامج الـ"توك شو" المثيرة للفتنة والتحريض على العنف وبثّ البغض والكراهية تجاه الآخر.
ويتساءل الحفني: لماذا لا نرى إعلانات ومواد إعلامية محترمة، ولماذا تفكر شركات الإعلانات وأصحاب السلع والمنتجات والقنوات الإعلامية في المكسب وتجميع الملايين على حسابنا وحساب هويتنا؟، وأضاف: "نطالب فقط بعرض إعلانات محترمة لا تخدش حياء مَن يراها، ولا تؤثر بالسلب على سلوكه وتصرفاته".