"كروموسوم 21"... معرض غزيّ

26 ابريل 2017
تنوع في زوايا المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
حظي عددٌ من الأطفال المصابين بمتلازمة داون ومرض التوحد، ببعضٍ من السعادة التي لم يستطيعوا التعبير عنها سوى بابتسامات ارتسمت على شفاههم في مدينة غزة، إذ إنَّ الظروف القاسية وتلاحق الأزمات في المدينة المحاصرة إسرائيليًا، لم تُنسِ بعضًا من المتطوعين الفلسطينيين تلك الشريحة المهمشة في القطاع. فإضافة إلى الظلم والغبن الممارس من الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، ثمّة تهميش وإهمال تعاني منه هذه الشريحة من المجتمع. كما يفتقر المجتمع الفلسطيني إلى العدة النفسية والعلميّة الكافية للتعامل مع أطفال التوحد مثلاً. 


"كروموسوم 21" هو اسم المعرض الذي افتتحه عددٌ من الشبُان الفلسطينيين، في قرية الفنون والحرف، بمدينة غزة، ترفيهًا لعددٍ من مرضى التوحد، وكدعوةٌ خيرية للغزّيين عبر بيع عدد من زاويا المعرض المتنوعة، وللتبرُّع بريعها لأطفال متلازمة داون في القطاع.

وتجوّل الأطفال المصابون بالتوحد، بين زوايا المعرض المختلفة، مُحاولين بين بعضهم إبراز إعجابهم به، لا سيما المشغولات اليدوية، مُبتسمين لازدحام الحضور من حولهم، والذين لم يترددوا بإظهار قُربهم من تلك الشريحة التي عانت تهميشًا بفعل ويلات الحصار الإسرائيلي، والحروب الثلاثة الماضية.

وتنوعت زوايا المعرض بين كتبٍ ورقية وأخرى إلكترونية، ونافذة على المشغولات والتحف اليدوية، إضافةً إلى نقش الحناء، والخط العربي، جميعها عُرضت بـ"كروموسوم 21" لتُباع بسعر زهيد، قبل أن يتم التبرع بذلك الريع لأطفال التوحد، والذين طاولتهم عذابات الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

المتطوعة الفلسطينية، إيمان الفار، شاركت بالمعرض بزاوية للكتب الورقية المتنوعة، وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنها "فور معرفتها بفكرة المشروع، سارعت للمشاركة فيه بما تمتلكه من كتب، دعمًا لأطفال التوحد وعملاً للخير، ومساعدة منهم لتوجيه أنظار الفلسطينيين على تلك الشريحة التي تعاني تهميشًا بغزة".

أمّا، نورا عابد، فاستطاعت تجهيز عددٍ من المشغولات والتحف اليدوية التي تُتقن صناعتها، قبيل موعد إقامة المعرض، للمشاركة فيه دعمًا لأطفال متلازمة داون، وتقول لـ"العربي الجديد"، "لقد اخترنا فئة مرضى التوحد، لأنها لا تحظى بالاهتمام الكبير في مدينتنا، لذلك نريد مساعدتها وتوفير بعض من الدعم لها".

إلى ذلك، يبين منسق معرض "كروموسوم 21"، محمد الشقرا، أنه يضم زوايا مختلفة تم التبرع بها من قبل عدد من الفلسطينيين والمتطوعين في غزة، ويتم بيعها مقابل سعر زهيد لا يتعدى الـ15 شيكلا (الدولار يساوي 3.6 شيكلات) للتبرع بريعها لأطفال مرضى التوحد.
ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد"، بأنّ "الاهتمام قلّ بالنسبة لشريحة المصابين بمتلازمة داون، مؤكدًا على أنهم ليسوا مرضى، وهي مجرد حالة يمرون بها، وقد يستطيعون التعامل مع غيرهم بشكل طبيعي إذا حظوا بالاهتمام الكافي".

ويوضح أنه يتمنى أن يحظى المعرض بالاهتمام من قبل الغزّيين وأن يفتح باب الدعم لشريحة تعاني من التوحد، عدا عن رغبته في أن يُولي المسؤولون الاهتمام الكافي بمرضى متلازمة داون في القطاع، بغض النظر عن الأزمات التي تمر بها المدينة المحاصرة. وجدير بالذكر، أنّ الظروف الكارثيّة لأطفال التوحد، خصوصاً من ناحية الدعم النفسي والمادي، لا تقتصر فقط على قطاع غزّة، بل تتعداه إلى كل العالم العربي.

دلالات
المساهمون