ويأتي المهرجان ضمن مساعي المؤسسة لتكون وجهة ثقافية وسياحية، وذلك من خلال توفير أجواء متنوعة تستجيب لرغبات الزوار المختلفة، بفضل ما تتمتع به من موقع جميل ومرافق متنوعة جعلتها تشكل الوجهة المفضلة للجمهور، وفقا للمدير العام لـ"كتارا"، خالد بن إبراهيم السليطي.
وأوضح السليطي أن "كافينيتد 3" يقدم فعاليات وأنشطة مصاحبة مرتبطة بالقهوة وكيفية تحضيرها والتفنن بها، ويعرّف الزوار على طرق متنوعة لإعداد القهوة من خلال الطرق التقليدية أوعبر الآلات التقنية الحديثة وغيرها.
وأكد أن المهرجان حقق نجاحاً ملحوظاً منذ نسخته الأولى، وذلك يرجع للخلفية الثقافية للقهوة في المجتمع، إذ تحتل مكانة بارزة في الثقافة القطرية والعربية بالإضافة إلى مكانتها في الحياة الاجتماعية، فهي رمز من رموز الكرم وحسن الضيافة.
وبيّن أن المهرجان أصبح يحظى باهتمام الشباب القطري، إذ يشكل فرصة مناسبة لتلاقي المهتمين والعاملين في هذا المجال.
وترتبط القهوة بتقاليد الضيافة القطرية الأصيلة، فهي تراث عميق يرتبط بالإنسان في حله وترحاله، غناه وفقره، أفراحه وأتراحه.
والبيت الخليجي عامة، والقطري خاصة، لا يخلو من "دلة نحاسية رسلان" مملوءة بالقهوة القطرية الدافئة. وبعد جلوس الضيف، يصب له فنجان القهوة، ولا يتم ملء الفنجان بل ربعه فقط، ولا يجوز أبداً تقديم القهوة في فنجان يشوبه ولو كسر بسيط، لأن ذلك يعد عيباً.
وعلى الضيف أن يشرب القهوة، وحين ينتهي من احتسائه يهز الفنجان ويسلمه لـ"المُقَهوي" ولا يضعه على الأرض، ويتحتم عليه الاحتفاظ بالفنجان في يده حتى يعود إليه "المقهوي" ليأخذه منه إن كان قد انشغل عنه بتقديم القهوة للآخرين.
ولا يجوز في تقديم القهوة التخطي، بمعنى أن تقديمها يكون من اليمين وحسب تسلسل الجالسين حتى وإن كان بينهم طفل صغير، وتقدم للضيف ثلاث مرات كأمر واجب، الأولى عند قدومه، والثانية بعد تقديم "الفوالة" أو التي تعرف بـ"القدوع" أو الفواكه، والثالثة بعد الطعام، ولا يعني ذلك أنها لا تقدم في غير تلك الأوقات.
ومن عادات شرب القهوة القطرية أن المضيف يشرب فنجاناً قبل أن يقدمها للضيوف، وهذه عادة قديمة من عادات البدو للدلالة على خلو القهوة من أي مكروه.
وفي المجالس العربية لا تستقر فناجين القهوة ولا "دلتها" في مكانها، لا سيما في مجالس الوجهاء. وتقتضي العادات أنه كلما دخل ضيف جديد على المجلس تدور فناجين القهوة من جديد على جميع الجالسين، ولا يجوز أن يغادر أحدهم المجلس والفناجين تدور وإنما عليه الانتظار حتى تستقر الفناجين مكانها. وقد سطرت في القهوة العربية الكثير من الأبيات الشعرية ووصفها الكثير من الشعراء، ووصفوا الأواني التي يتم تحضيرها فيها و"المعاميل"، ومنها "النجر" و"المحماس"، و"الدلة" و"المبرد" والفنجان وبعض أوانيها.
وحلّت قطر في المرتبة الثالثة عربياً باستهلاك القهوة بمعدل 2.2 كيلوغرام سنوياً للفرد، بحسب موقع "إندي 100" التابع لجريدة الإندبندنت البريطانية.
وتصدر لبنان المرتبة الأولى عربياً بمعدل 4.8 كيلوغرامات للفرد، تليه الجزائر 3.5 كيلوغرامات، ثم قطر 2.2 كيلوغرام، ثم الأردن 1.9 كيلوغرام، ثم سورية 1.6 كيلوغرام. ولم يشمل التقرير بعض الدول العربية، مثل فلسطين والعراق، وبشكل عام كانت دول الشام الأكثر استهلاكا للقهوة، فيما كانت أقلها دول المغرب العربي، إذ إن سكانها يفضلون شرب الشاي، وكانت الجزائر الاستثناء الوحيد، فكانت الثانية في استهلاك القهوة.
وعالمياً تصدرت فنلندا القائمة بمعدل استهلاك 12 كيلوغرام سنوياً للفرد، تلتها النرويج، فإيسلندا فالدنمارك فهولندا.