تشهد فنون الشارع تراجعاً ملحوظاً في تونس لأسباب عديدة، بعد أن شهدت ازدهاراً أعقب انتفاضتها الشعبية عام 2011، حيث ارتبطت بها في التعبير عن حالة الاحتجاج الاجتماعي الذي فقَد بدوره كثيراً من قوّته وزخمه، وتفرّق العديد من فنانين الغرافيتي المنضوين في مجموعات مثل "أهل الكهف"، و"مولوتوف" و"زواولة".
خفت كذلك نشاط فرق مسرح الشارع التي لم تجد الدعم الكافي لها والقدرة على الانتشار، وبالنسبة إلى الموسيقيين وفي مقدّمتهم مغنّي الراب، فقد جرى احتواء معظهم من خلال المشاركة في المهرجانات الرئيسية، وفي الوقت نفسه تعرّض كثير من المشتغلين في هذه الفنون إلى التضييق، إذ مُنع بعضهم تحت ذرائع مختلفة، وجرى الاعتداء على آخرين.
الضغوطات الأمنية طالت عدداً من الفنانين الذين يُعرفون بانتقاداتهم للسلطة خلال الشهر الماضي، امتنع البوليس التونسي من تأمين الحماية لحفلٍ كان من المقرّر أن تقيمه فرقة "البحث الموسيقي" ضمن فعاليات "مهرجان قابس الدولي"، كما تعرّض مغني الراب كلاي بي بي جي للضرب بعد انتهاء حفلته في "مهرجان ليالي المهدية"، ليعلن بعدها إعلانات إلغاء حفلاته في جميع المهرجانات، ومنها "قرطاج"، و"قفصة"، و"المروج".
في ضوء هذه المعطيات، تنطلق فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان فنون الشارع" في قصر هلال (وسط تونس، منطقة الساحل) عند السادسة من مساء اليوم وتتواصل حتى السادس من الشهر الجاري في ساحة النّافورة التي تتوسط المدينة.
التظاهرة التي بقيت بعيدة عن دعم الدوائر الرسمية، تشترك في تنظيمها هذا العام وزارة الثقافة بالتعاون مع جمعيّة "أبولون" للثّقافة والفنون، ودار الشباب قصر هلال، تحت شعار "شوارعنا حافلين كونوا حاضرين".
تُفتتح الدورة الحالية بـ "كرنفال أبولون"، وعرض لـ "مجموعة السّنافر"، وتُقدّم غداً مسرحية "عمّي فرحان" المخصّصة للأطفال، وفي اليوم الثاني تُقدم مخرجات ورشات المسرح، وفيلم "Attitude" لـ إيناس بن عثمان، ويليه نقاش بحضور المخرجة.
في 5 آب/ أغسطس، تحيي مجموعة "Mapache Band" حفلاً موسيقياً، أما يوم الختام فيتضمّن عرض "شيخات" لـ "مجموعة سهام بلخوجة، ويليه حفل للفنانة لبنى نعمان.