أقل من أربعة وعشرين ساعة تفصل التونسيين عن موعد الاقتراع فى الانتخابات التشريعية التى تشهد تنافساً غير مسبوق في ظل التزام الأحزاب السياسية بأحكام المجلة الانتخابية التونسية. إلا أن هذا الالتزام من قبل الأحزاب والقائمات المرشحة قابلته مواصلة الحملات الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحديداً. يحصل ذلك رغم أن اليوم السبت هو يوم صمت انتخابي. لكن المشرّع التونسي لا يعتبر "فيسبوك" ميديا لذلك لم يضعها في أحكامه واكتفى بوسائل الإعلام الكلاسيكية.
هذا الفراغ القانوني تمّ توظيفه بشكل جيّد من قبل بعض الفاعلين السياسيين حيث واصلت بعض الصفحات المناهضة لـ"حركة النهضة" التهكم على آخر اجتماع شعبي لها وسط العاصمة خصوصاً حضور الفنان فرحات الجويني وفرقته التي تعتبر من الفرق التي لا علاقة لها بالأغاني الملتزمة أو السياسية. وهو ما اعتبرته التعليقات على فيسبوك شعبوية سياسية. في المقابل شنّ أنصار "حركة النهضة" على الشبكة هجوماً على رئيس "حزب نداء تونس" الباجي قايد السبسي بعد حوار ليلة أمس على قناة "نسمة" التلفزيونية ساعتين تقريباً قبل بداية الصمت الانتخابي متهمين القناة بالانحياز للحزب، بعد تلقي رشا منه.
صفحات أخرى هاجمت قناة "حنبعل" التي بثت مباشرة آخر اجتماع شعبي لـ"حركة النهضة" معتبرة أن ذلك يدخل فى إطار توظيف هذه القناة من قبل هذا الحزب. لكن الطريف في الأمر أن قناة "حنبعل" تمت معاقبتها من قبل "الهيئة العليا المستقلة للاتصال البصري" بمبلغ مالي يقدّر بحوالي 35 ألف دولار أميركي لمخالفتها القوانين وبثها إعلاناً سياسياً لـ"حزب نداء تونس"، وهو ما حيّر بعض رواد المواقع الاجتماعية حول الطرف الذي تؤيده المحطة.أما الصفحات الموالية لبقية الأحزاب فكانت تناصر أحزابها وتتهجم على الخصوم وفقا لاصطفافها يميناً أو يساراً أو وسطاً.
كما خصصت صفحات عدة صوراً ومقالات حول انطلاق عملية اقتراع التونسيين في الخارج وبعض الإشكالات التى حصلت فى بعض مكاتب الاقتراع في فرنسا واستراليا وكندا.
لا صمت انتخابي فى تونس مع وجود مواقع الشبكات الاجتماعية النشطة حزبياً، لكنها مجمعة في أغلبها على ضرورة المشاركة وبكثافة في الانتخابات التي ستشهدها تونس غداً.