قبل ساعات من مشاركة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت المجلة الأميركية "فورين بوليسي"، إن الرئيس الأميركي يبحث عن تحقيق انتصار دبلوماسي في الملف السوري، خصوصاً وأنه سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال الجمعية العامة، إلا أن المجلة أكدت أن الإدارة الأميركية لم تهتد بعد إلى استراتيجية واضحة المعالم، تمكنها من تحقيق إنجاز دبلوماسي لحل الأزمة السورية.
ولفتت المجلة الأميركية، إلى أن الرئيس الأميركي سيشارك للمرة السابعة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، محاولاً الاستفادة من "الانتصارات" التي حققها في كل من الملف الإيراني والتوقيع على الاتفاق النووي، بالإضافة إلى عودة العلاقات مع كوبا بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة، وذلك من أجل الخروج بموقف سياسي "تتوافق" عليه الدول الكبرى لحل الأزمة السورية.
وأكد المنبر الإعلامي الأميركي، أن أوباما يعلم أن الوضع في سورية يعتبر "قاتماً ومعقداً"، مقارنة مع الملف الإيراني، مضيفة أن ما يزيد من تعقيد الحل في سورية هو العودة القوية لروسيا "التي تستعرض عضلاتها في قلب الشرق الأوسط"، هذا بالإضافة إلى "الإخفاقات" التي راكمتها الإدارة الأميركية في ملف السلام في الشرق الأوسط، وتدهور الأوضاع في ليبيا التي بلغت مرحلة "الفشل" وفق تعبير المجلة الأميركية.
ونقلت المجلة عن جوشوا لانديس، رئيس "مركز الأبحاث للشرق الأوسط" في جامعة أوكلاهوما، قوله إن الصراع في سورية هو أكبر تحد أمام المجتمع الدولي بصفة عامة وأمام إدارة أوباما بصفة خاصة، لأنه يعلم أن كل تأخر في حل الملف السوري يمنح جرعة حياة جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
كما اعتبر الخبير الأميركي، أن سياسة أوباما الخارجية نجحت في إيران وكوبا، والتي تعكس سياسة "الليونة عوض سياسة العقوبات والعزل التي تعود إلى الحرب الباردة"، بيد أنه أعرب عن أسفه لأن واشنطن لم تنجح إلى الآن في وضع سياسة لحل الأزمة السورية، التي هي مشكل "الحاضر وستؤثر على المستقبل، ومع ذلك فنحن لا نعرف كيف نتعامل معها حتى الآن".
ونقلت المجلة الأميركية عن مسؤولين أميركيين اعترافهم بضعف الجهود المبذولة مقارنة مع حجم التحديات التي يطرحها الملف السوري، مؤكدين أن إدارة أوباما تعمل حالياً على وضع سياسة خارجية لمواجهة التحديات التي يفرضها الملف السوري.
اقرأ أيضاً "نيويورك تايمز": موسكو تفاجئ أميركا باتفاق إقليمي لمحاربة "داعش"