"فوتو إسبانيا": أوروبا المهووسة بتاريخها ولاجئيها

13 يوليو 2016
مانو باربو/ إسبانيا
+ الخط -

94 معرضاً لأكثر من ثلاثمائة مصوّر فوتوغرافي هو برنامج تظاهرة "فوتو إسبانيا" في دورته السادسة عشرة، التي انطلقت الشهر الماضي وتستمر حتى نهاية آب/ أغسطس المقبل. محور أعمال هذا العام، "ماهي أوروبا؟"، سؤال يتداخل بمتغيّرات القارة العجوز، خصوصاً الخروج البريطاني الأخير من الاتحاد الأوروبي، وموجات المهاجرين لها من الشرق والجنوب.

المعرض الأكبر في التظاهرة يحمل عنوان "تحوّلات. عشر سنوات قلبت أوروبا" الذي يُقام في قاعة "ثيركولو دي بياس"؛ حيث يشارك فيه ثلاثون مصوّراً ترصد عدساتهم تغيّرات المشهد الأوربي من خلال تصوير المظاهرات الشعبية والاعتصامات العامة والمطالب التي رُفعت فيها.

أمّا معرض "على عتبة النعيم"، في قاعة "كوندي دوكي"، الذي يُشارك فيه كل من جون باثو وأنطوان داغاتا وبيتر كناب وماتيو بيرنو، فيركز على واقع المهاجرين الرحّل بين البلدان الأوروبية، إذ يقدّم صوراً من عالم المخيّمات والملاجئ المستحدثة في المدن الأوروبية، وكذلك حياة بعض الأسر المهاجرة في الشوارع الفرنسية والألمانية.

في معارض أخرى، نجد عودة إلى تاريخ أوروبي أبعد، مثل معرض "القصر" لـ فريدريكو كلافارينو؛ حيث يعود إلى ذاكرة الحرب العالمية الثانية من خلال رصد ملامح مشاهدين ينظرون في صور من أهوال تلك الحرب، والتي يعتبرها لحظة مؤسّسة لأوروبا الجديدة.

أما معرض "والآن ماذا؟" للمصوّر الكوبي خوسي فيغروا، فينطلق من حدث سقوط جدار برلين في 1989، ليرصد مقارنات بين تطلّعات من كانوا شباباً في تلك المرحلة وأصبحوا اليوم كهولاً يقفون على عقود من متغيّرات الحياة في أوروبا.

من جهته، يقدم المصوّر الإسباني مانو باربو سردية كاملة لظاهرة اللاجئين في أوروبا؛ حيث يتتبّع مسار أسر من بداية خروجهم من ديارهم في سورية بين 2011 و2012، مروراً بالمخيّمات التركية، وصولاً إلى تفرّع مساراتهم بين دول أوروبا الشرقية.

لعل مواضيع هذه المعارض تبرز أمرين؛ الأول هو ثقل التاريخ في الحاضر الأوروبي، والثاني هو المساحة التي بات يأخذها اللاجئون من الوعي الأوروبي اليوم، وهي مِن وراء ذلك تكشف كيفية تقبّل القارة للآخر.


المساهمون