يستعيد "غاليري آرت لاب" في بيروت عدّة تجارب قدّمها خلال موسم 2017 - 2018، معظمها من الفنّ الإيراني المعاصر، في معرض جماعي بعنوان "فهرس"، يتواصل حتى الأوّل من أيلول/ سبتمبر المقبل. الفنّانون الذين تحضر أعمالهم فيه هم: فريانا أريانيزاد، ومرتضى خسروي، وطارق مراد، وعلي رضا شجعيان، وعلي رضا جودي، وأرمين عبيدي، وحسن بهروز لافاساني، ونازانين زامر، وطارق صالحاني وبولي فيبس هولاند.
تشترك التجارب التي اختار الغاليري استعادتها في أنها تحمل قضايا إشكالية تخصّ الإنسان المعاصر؛ مثل الحروب والعنف والجندر والبيئة.
"في الوسط" هو عنوان معرض الإيراني مرتضى خسروي، والذي يتضمّن مجموعة من اللوحات يقتطع فيها الفنان لحظة بين البداية والنهاية، في وسط الأشياء ويجسّد الإنسان فيها. المرأة غالباً موضوع أثير في أعماله، يميل إلى رسم الرعب ولحظات الخوف الجمعي وعلاقتها بالسلطة.
أمّا مواطنته فريانا أريانيزاد، فتُركّز في أعمالها على تغيير الهوية البشرية، وهي سمة أساسية لهذا العصر، تعتقد التشكيلية أنها حالة تتم فيها التضحية بالإنسان لا كموضوع بل ككائن.
كما يستعيد "آرت لاب" معرض علي رضا جودي الذي كان بعنوان "عالم بلا توازن"، وفيه سلسلةٌ من اللوحات ذات الطابع الرمزي، والتي تحكي رحلة ميثولوجية إلى المطهر.
ومن معرض "نحن نحبّه" للفنّانَين طارق صالحاني وبولي فيبس هولاند، تحضر أعمال تُذكّر بأثر الرأسمالية ومظاهرها، من خلال المناظر الطبيعية وأكوام المخلّفات والنفايات المتعفّنة. وبينما يتمزّق الكوكب، يحترق الإنسان ويستهلك، وهذا ما تحاول أن تُعبّر عنه الرسومات التي تمزج بين لوحة بورتريه تقليدية وفكرة حول الإنسان الذي عذّبته الحضارة الحديثة، فنرى في أحد الأعمال رجلاً يلتفت إلى المتلقّي ومن جسده تخرج المداخن ومحروقات المصانع.
وفي معرض "تجديف حلو"، تُستعاد تجربة علي رضا شجعيان الذي تلتقي في أعماله أمزجة مختلفة، شرقية وغربية، بين صوفيات ابن الرومي ولوحات المسيح الشهيرة التي عرفها القرن العشرون، في احتفاءٍ بالجسد المذكّر بشكل خاص والتفات إلى جمالياته.
وفي معرض "حقيقة وحقائق"، يعود حسن بهروز لافاساني إلى أشكال الرسومات الكنسية على السقوف، متأثّراً بالعنف الذي ساد سورية ضدّ الأقليات، ومن بينها حالات الهجوم على الكنائس. يحتفي المعرض بالاختلاف الديني والعقائدي ويبحث في جماليات الأماكن المقدّسة.
وتحت عنوان "غرف الإهمال"، يعود الغاليري إلى تجربة التشكيلي البرازيلي من أصل لبناني طارق مراد، وهي مجموعة من الأعمال التخطيطية أبطالها غرف المنزل، وخصوصاً "الحمّام"؛ حيث يرسم تلك الغرف الحميمة التي نستخدمها يومياً ونهمل وجودها، وكيف أنها مع الوقت تتشابه معنا. يلتقط الفنّان، في البداية، صورةً، ثمّ يرسم من الصورة الفوتوغرافية، كأنه يريد تحويل لحظة الفوتوغرافيا، وليس المكان نفسه، إلى عمل فنّي.