"فن جدة 39، 21": أبعد من الأرض

02 مارس 2016
(من أعمال المعرض)
+ الخط -

عند النظر إلى كوكب الأرض عن بعد، يُمكن رؤية مُجمل التحرّك الإنساني عليه؛ مدنٌ تقوم، وأخرى تفنى، لاجئون ينزحون من أماكن ويرحلون، عبر البحر، إلى بلادٍ أخرى، ملايين يجرّون العربات في الأسواق. حراكٌ مستمرٌّ، تشكّل الحرب جزءاً كبيراً منه.

ما الذي سيكون بعد هذا كلّه؟ إلى ماذا سيُفضي بنا؟ لعلّ هذا التساؤل، هو محور الدورة الثالثة لمعرض "فن جدّة 39، 21"، الذي يُقام في المدينة السعودية تحت عنوان "الأرض وما بعد ذلك" ويستمرّ حتى الخامس من أيار/ مايو المقبل.

يجمع المعرض أعمالاً لـ 38 فناناً عربياً وأجنبياً، تنصبّ أفكارهم في رؤية واحدة، تحاول أن تتقصّى راهن الإنسان المُعاصر، خصوصاً في المنطقة العربية التي شهدت في الأعوام الأخيرة حراكاً سياسياً واجتماعياً بات قضيّة تساهم في تشكيل الرأي العام في العالم.

يتألّف المعرض من أربعة محاور: الأول هو "عطاء الأرض" الذي يتناول الفن في التاريخ الإنساني، والعوامل التي ساهمت في نشوئه، مثل نقوش الإنسان على الكهوف والقبور، من خلال أعمال تحاول تجسيد هذه النقوش في سياقٍ معاصر. كما يتطرّق هذا المبحث إلى المرأة وتحوّلات دورها التاريخي.

المحور الثاني، "حالة الأرض"، يذهب إلى مشهدٍ آخر يتعلّق بأحداثٍ راهنة، متناولاً القضايا المأساوية التي يعيشها الإنسان العربي، مثل أعمال سلّطت الضوء على الاحتلال الإسرائيلي وتشويهه للمكان/الأرض من خلال توسّعه الاستيطاني، بينما يصوّر التشكيلي السوري بطرس المعرّي "المكان" السوري وما يتعرّض إليه، فيما يذهب التشكيلي السعودي محمد حيدر إلى النظر إلى الأرض بوصفها خيماً.

أيضاً، يضمّ "حالة الأرض" أعمالاً أخرى تحاول تتبّع الهرم الاستهلاكي، فيقدّم هرماً مصنوعاً من عربات التسوّق، معارضاً "هرم ماسلو" الذي يبحث في حاجات الإنسان وعلاقته مع بيئته.

يسعى المحور الثالث، "أرضنا الجميلة"، إلى التطلّع الإيجابي نحو الأرض، من خلال أعمالٍ تصوّر جماليات الكوكب، والأماكن التي تتمتّع ببُنية تضاريسية لافتة، داعياً إلى استكشافها وتقصّيها والترحال إليها.

أمّا المحور الأخير، "ما بعد الأرض"؛ فيذهب إلى تخيُّل المستقبل البعيد للأرض، مثل عمل بعنوان "متحف عام 5015"، الذي يصوّر راهن الأرض بعد 3000 عام؛ حيث سيكون أشبه بأدوات أثرية.

إلى جانب المعارض، يضمّ "فن جدة 39، 21"، مجموعةً من المحاضرات والورش، يشارك فيها فنّانون ونقاد، تناقش عدداً من القضايا المتعلّقة بالفن وعلاقته براهن الإنسان المعاصر ومستقبله.


اقرأ أيضاً: منى حاطوم.. كلّما لمَستْ شيئاً حوّلتْهُ إلى فن

المساهمون