يُرجَّح أنّ المطرب والممثل تامر حسني لم يُصدِّق النجاح الضخم لـ"البدلة" (2018) لمحمد جمال العدل، الذي حقّق 67 مليون جنيه مصري كإيرادات، نحو ضعفي إيرادات الفيلم السابق له، "تصبح على خير" (2017) لمحمد سامي، ما جعل "البدلة"، بعد عرضه، الأعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، ناقلاً حسني من خانة "المطرب ذي الأفلام الناجحة" إلى أحد أنجح ممثلي الفترة الحالية، كما يعتبر نفسه بحسب الأرقام، جنباً إلى جنب مع كريم عبد العزيز وأحمد عزّ وأمير كرارة.
تلك النقلة في الأرقام الضخمة دفعته إلى الاتفاق على أكثر من مشروع سينمائي في وقت واحد، وإلى التحرّك في أشكال وأنواع مختلفة، ظاهرياً على الأقل، وليس فقط في "الكوميديا الرومانسية"، التي قدّمها في أفلامه التسعة الأولى.
"الفلوس" باكورة هذا التغيّر: فيلم حركة وإثارة أولاً، يستعين فيه باللبناني سعيد الماروق، لتصوير معظم مشاهده خارج مصر، ولتقديم نفسه بصورة مختلفة كممثل، لا كمطرب يمثّل.
هذا الفيلم (مكتوب في "جينيريك" البداية: "قصّة تامر حسني")، يعطي انطباعاً أوّل، بعد تجربة "البدلة" (مكتوب فيه أيضاً أنّ فكرته لحسني)، أنّه تجميعٌ لأفكار وخطوط درامية مأخوذة من أفلامٍ أجنبية أعجبته، أو رأى نفسه فيها. يتأكّد هذا الانطباع سريعاً، بسبب أجواء "الفلوس"، وطبيعة شخصياته، والعلاقات الرابطة بينها. ويترسّخ أكثر مع تصميم وشكل مَشاهد الحركة وعالم الأحداث (في القاهرة ولبنان)، الخارج عن كلّ نطاق، من دون ملامح عربية، وصولاً إلى تفاصيل تبدو كأنّها شوهدت في أفلامٍ سابقة.
الحكاية بسيطة: تُقرّر حلا الاستعانة بالنصّاب المحترف سيف لتستردّ حقّها من النصّاب الآخر سليم، شريك سيف في أعماله. على هذا التداخل، يُقدِّم الفيلم "مفاجآت" متوقّعة أحياناً، وعبثية أحياناً أخرى.
ملاحظات كثيرة مرتبطة بكيفية التمهيد للأحداث، لبلوغ النقطة الأساسية، المذكورة سابقاً، وكيف أنّ كلّ شيء يحدث بشكل مبتور أو ملتوٍ لدفع الأحداث إلى الأمام، من دون معرفة شيء حقيقي يربط المُتفرّج بالشخصيات، أو يجعله يُصدّق تصرّفاتها الدرامية. هذا يبدو ضئيلاً للغاية أمام المعضلة الأساسية التي يعانيها "الفلوس": فيلم أقلّ ذكاءً بكثير مما يُفترض به أن يكون عليه، بما أنّه منتمٍ إلى هذا النوع، الذي يجب أن يتميّز بعمليات وتفاصيل لا يقرأها المُتفرّج من البداية، عوضاً عن اقتناعه بقدرات "النصّاب المحترف"، الذي يحرّك كلّ شيء لمصلحته.
هذا لا يحدث، فالفيلم يخلو من ملامح ذكاء أو قدرة على أن يسبق المتفرّج. لا عملية نصب واحدة تكشف المميّز في البطل، بينما تكفي عملية له، يفتح فيها خزنة فتاة تعرّف إليها، لمعرفة أنّ رقمها السرّي هو نفسه رقم هاتفها المحمول.
لا يجتهد السيناريو حتى في إيجاد شيء أكثر تعقيداً، فهو فقير جداً قياساً إلى فيلم مصري آخر أُنتج قبل 13 عاماً: "كده رضا" (2007) لأحمد نادر جلال، تمثيل أحمد حلمي.
إلى هذا، وفي وقت يُفترض بشخصية سيف أنْ تُشكّل أداءً أكثر جدية وغموضاً لتامر حسني، وهذا يفعله في الدقائق العشر الأولى، تتراجع سريعاً ملامح الشخصية، لضعف السيناريو، وبسبب صورته كنجم، التي يحبّ تصديرها عن نفسه. حسني هو نفسه كما في أفلامه السابقة: شاب "لُعبي"، يُلقي نكاتاً جنسية كلّ لحظة مُتاحة، وتحبّه الفتيات جميعهنّ، وتتقرّب منه النساء بفضل وسامته أو عضلاته المَفتولة. يلجأ إلى التأثّر والصوت المبحوح والحكايات الميلودرامية في اللحظات الرومانسية، وكلّها أمور بلغت، في هذا الفيلم، درجة غير مسبوقة من الإزعاج، لعدم مناسبتها، ربما، لما يُصدّره "الفلوس" عن نفسه كفيلم حركة وإثارة أساساً.
اقــرأ أيضاً
تلك النقلة في الأرقام الضخمة دفعته إلى الاتفاق على أكثر من مشروع سينمائي في وقت واحد، وإلى التحرّك في أشكال وأنواع مختلفة، ظاهرياً على الأقل، وليس فقط في "الكوميديا الرومانسية"، التي قدّمها في أفلامه التسعة الأولى.
"الفلوس" باكورة هذا التغيّر: فيلم حركة وإثارة أولاً، يستعين فيه باللبناني سعيد الماروق، لتصوير معظم مشاهده خارج مصر، ولتقديم نفسه بصورة مختلفة كممثل، لا كمطرب يمثّل.
هذا الفيلم (مكتوب في "جينيريك" البداية: "قصّة تامر حسني")، يعطي انطباعاً أوّل، بعد تجربة "البدلة" (مكتوب فيه أيضاً أنّ فكرته لحسني)، أنّه تجميعٌ لأفكار وخطوط درامية مأخوذة من أفلامٍ أجنبية أعجبته، أو رأى نفسه فيها. يتأكّد هذا الانطباع سريعاً، بسبب أجواء "الفلوس"، وطبيعة شخصياته، والعلاقات الرابطة بينها. ويترسّخ أكثر مع تصميم وشكل مَشاهد الحركة وعالم الأحداث (في القاهرة ولبنان)، الخارج عن كلّ نطاق، من دون ملامح عربية، وصولاً إلى تفاصيل تبدو كأنّها شوهدت في أفلامٍ سابقة.
الحكاية بسيطة: تُقرّر حلا الاستعانة بالنصّاب المحترف سيف لتستردّ حقّها من النصّاب الآخر سليم، شريك سيف في أعماله. على هذا التداخل، يُقدِّم الفيلم "مفاجآت" متوقّعة أحياناً، وعبثية أحياناً أخرى.
ملاحظات كثيرة مرتبطة بكيفية التمهيد للأحداث، لبلوغ النقطة الأساسية، المذكورة سابقاً، وكيف أنّ كلّ شيء يحدث بشكل مبتور أو ملتوٍ لدفع الأحداث إلى الأمام، من دون معرفة شيء حقيقي يربط المُتفرّج بالشخصيات، أو يجعله يُصدّق تصرّفاتها الدرامية. هذا يبدو ضئيلاً للغاية أمام المعضلة الأساسية التي يعانيها "الفلوس": فيلم أقلّ ذكاءً بكثير مما يُفترض به أن يكون عليه، بما أنّه منتمٍ إلى هذا النوع، الذي يجب أن يتميّز بعمليات وتفاصيل لا يقرأها المُتفرّج من البداية، عوضاً عن اقتناعه بقدرات "النصّاب المحترف"، الذي يحرّك كلّ شيء لمصلحته.
هذا لا يحدث، فالفيلم يخلو من ملامح ذكاء أو قدرة على أن يسبق المتفرّج. لا عملية نصب واحدة تكشف المميّز في البطل، بينما تكفي عملية له، يفتح فيها خزنة فتاة تعرّف إليها، لمعرفة أنّ رقمها السرّي هو نفسه رقم هاتفها المحمول.
لا يجتهد السيناريو حتى في إيجاد شيء أكثر تعقيداً، فهو فقير جداً قياساً إلى فيلم مصري آخر أُنتج قبل 13 عاماً: "كده رضا" (2007) لأحمد نادر جلال، تمثيل أحمد حلمي.
إلى هذا، وفي وقت يُفترض بشخصية سيف أنْ تُشكّل أداءً أكثر جدية وغموضاً لتامر حسني، وهذا يفعله في الدقائق العشر الأولى، تتراجع سريعاً ملامح الشخصية، لضعف السيناريو، وبسبب صورته كنجم، التي يحبّ تصديرها عن نفسه. حسني هو نفسه كما في أفلامه السابقة: شاب "لُعبي"، يُلقي نكاتاً جنسية كلّ لحظة مُتاحة، وتحبّه الفتيات جميعهنّ، وتتقرّب منه النساء بفضل وسامته أو عضلاته المَفتولة. يلجأ إلى التأثّر والصوت المبحوح والحكايات الميلودرامية في اللحظات الرومانسية، وكلّها أمور بلغت، في هذا الفيلم، درجة غير مسبوقة من الإزعاج، لعدم مناسبتها، ربما، لما يُصدّره "الفلوس" عن نفسه كفيلم حركة وإثارة أساساً.
يكتمل الأمر بفيض من مَشاهد الحركة غير المعقولة، كمطاردة سيارات طوال يوم كامل، والتواءات ومفاجآت لا يهتم السيناريو ولا الماروق بخلوّها من أي منطق، بل إنّها تتعارض أحياناً مع بعضها، فالمهم محاولة صدم المتفرّج مشهداً تلو آخر، لأنّ هذا ينجح مع الجمهور المصري، ويجعل الفيلم "يبدو" أكثر ذكاءً. أما النتيجة، فتتلخّص بأنّ هذا فيلم أقلّ جودة وأكثر إزعاجاً حتى من أفلام أخرى لتامر حسني، يُفترض بها أنْ تكون كوميديا رومانسية.