"#فلسطين_كاملة"... الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة ويؤكدون حقهم التاريخي

15 مايو 2020
مسن ومسنة فلسطينيان أمام منزلهما الذي هُجِّرا منه (تويتر)
+ الخط -
منذ أمس الخميس، ينشط الفلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي، بالتغريد على وسم أو هاشتاغ "فلسطين كاملة" في ذكرى النكبة الثانية والسبعين، التي توافق اليوم الجمعة، الخامس عشر من مايو/ أيار، والتي أحيوها هذا العام بتظاهرة إلكترونية، بعدما منعتهم إجراءات منع تفشي فيروس كورونا الجديد من القيام بفعاليات جماهيرية، مؤكدين حقهم في العودة إلى أراضيهم والأحقية بكامل فلسطين.

لم يجد بعض المغردين أفضل من مشاهد مسلسل "التغريبة الفلسطينية" ليرفقها مع كلمتي الوسم، وكأن في ذلك تلميحاً مباشراً حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه الدراما العربية التي تتناول القضية الفلسطينية، خاصة بعد الغضب الذي تحول إلكترونياً على مسلسلي "أم هارون" و"المخرج رقم 7"، فكتبت يارا حسن على صفحتها على "فيسبوك" في وصفها لمشهد تناول الفنان خالد تاجا الطعام في مخيمات اللجوء ثم بكائه بالقول: "لقمة بداخلها غصّة اختصرت 72 عاماً من النكبة".

وكما لجأ آلاف الفلسطينيين خارج فلسطين، عاد منهم من يبحث عن منزله، الذي صار ساكنه يهودياً من بولونيا أو روسيا وغيرها، يرفق علي اشتية على "فيسبوك" أيضاً، صورة متداولة لعائلة فلسطينية عادت تتفقد منزلها في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، لتجد زوجين يهوديين يُقفلان بوابته من الداخل كما لو كانا بالفعل صاحبيه، "أصحاب المنزل الأصليون يقفون وقلوبهم تعتصر من الألم وينظرون إلى المستوطنين الذين سرقوا منزلهم وسكنوه".

كما نشطت الصفحات والمجموعات التي تختص بالشأن الفلسطيني بالتغريد على الوسم، إذ استعرضت صفحة "العودة حق كالشمس"، في مقطع فيديو إرادة من هُجروا عام 1948 في العودة، واشتغالهم بأمل العودة، رغم مرور 72 عاماً، والتأكيد على وصيتهم المتكررة لأبنائهم ومن بعدهم أحفادهم بالتمسك بحق العودة كل إلى قريته ومدينته التي نشأ وعاش فيها ثم هُجر منها بالرصاص والبارود.

كما أن الفلسطينيين لم يفوّتوا الشكل الفني لتصوير أوجاعهم المرهون زوالها بالعودة، فصفحة "أنا المخيم" على سبيل المثال لا الحصر، اختارت أن تصور النكبة بمقاطع تمثيلية لطرد العصابات الصهيونية الفلسطينيين من أراضيهم.

أما موقع "تويتر"، فقد اشتعل هو الآخر كما "فيسبوك" بوسم #فلسطين_كاملة، وكتب عماد بخيت عن قريته، التي هُجِّر منها أجداده وهي جورة عسقلان، وقد أرفقها بصورة زعيم "حركة حماس" الشهيد أحمد ياسين الذي تهجرت عائلته أيضاً من القرية نفسها، وقال: "بلدتي هي جورة عسقلان، وهي إحدى المدن الفلسطينية المزدهرة وقد بنيت على موقعها وفي بيوتها وحاراتها مدينة اشكلون الصهيونية، وهي القرية التي خرج منها الشيخ أحمد ياسين".

محمد أبو غوش غرّد بالقول: "النكبة.. ذلك المصطلح الذي لا يترجمُ إلى أي لغة، بل يبقى كما هو لغةٌ بحدِ ذاتها، لغةٌ لها أبجدياتُها وحروفُها ومفرداتُها الخاصةُ بها، هي آهات وآلام هي أوجاعٌ وقصص".

كما أعاد التفاعل على وسم #فلسطين_كاملة التغريد قبل أشهر، عند إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "صفقة القرن"، فقد أرفق بعض المغردين الخريطة الكاملة لفلسطين عام 1948 قبل النكبة، وأعاد التغريد اليوم على الوسم لإظهار التغريدات على الهاشتاغ نفسه.

وغرد أحمد المصري على "تويتر" قائلاً: "دعهم يعلنون يصفقون يهللون يوقعون هي أرضنا كاملة دون نقصان، وستظل هذة قضيتنا الأولى حتى تعود لنا فلسطين كاملة من صفد مروراً بحيفا ويافا حتى صحراء النقب".

في حين، كانت الحتمية "حتمية العودة" هي العبارة الوحيدة التي غرّد بها بعض مستخدمي "تويتر"، إذ اختصر أحمد جرار بالقول: "حتماً سنعود".

لكن التفاعل الرقمي ليس الوحيد الذي لجأ إليه الفلسطينيون، فقد تعالت الدعوات لرفع العلم الفلسطيني والرايات السوداء فوق أسطح المنازل، وفي الساعة الثانية عشرة ظهراً انطلقت صافرات الإنذار في مدن الضفة الغربية لمدة 72 ثانية إشارةً إلى 72 عاماً من التهجير والشتات.

المساهمون