"فتح" تخشى على حياة عباس

05 ابريل 2014
استهداف عباس ليس سهلاً (توم كويكس، فرانس برس،Getty)
+ الخط -
يخشى المقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حياته، إذ إن التصريحات الإسرائيلية التي طاولته عقب رفضه تجديد المفاوضات من دون الشروط السبعة التي وضعها، يُفهم منها أنها تهديدات أكثر منها مواقف وتصريحات، ولا سيما بعد قول إسرائيل أنه لم يعد شريكاً للسلام، وأنه شخص غير ذي صلة.

وتمتلك إسرائيل سجلاً طويلاً في اغتيال كل من يقف في وجهها أو استهدهفه. هي لم تتورع عن "تسميم" الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي وقّع معها اتفاقات سلام كثيرة، فمواقفه الأخيرة ورفضه تقديم مزيد من التنازلات وإقراره من تحت الطاولة، العمل العسكري الفلسطيني.. أدى إلى استهدافه.

وما جرى مع عرفات، والمقاربات الجديدة في اللغة الإسرائيلية تجاه عباس، توحي أن شيئاً ما يُعدّ للرئيس الفلسطيني. قبل عام بالضبط أبلغ عباس أعضاء المجلس الثوري لـ"فتح" أنه تلقى تهديدات غير مباشرة من أطراف لم يسمها. تمس حياته بنحو خاص.

رد عباس يومها في الاجتماع على هذا التهديد، كما ذكر مسؤول بارز في السلطة لـ"العربي الجديد": "يخوفونني بالموت. أهلاً به أهلا به. أنا جهزت نفسي للقاء الله وكلنا مشاريع شهادة". وكرر عباس علانية قبل أيام هذا الكلام بقوله: "لا يمكن أن أتنازل. لا يمكن أن أخون في ما تبقى من عُمري".

ويقرأ القيادي البارز في "فتح"، النائب عنها في المجلس التشريعي، فيصل أبو شهلا، التصريحات الإسرائيلية تجاه عباس والقول بأنه لم يعد شريكاً للسلام، وأنه شخص غير ذي صلة، على أنها تهديدات مباشرة لعباس "تُذكرُنا بما جرى مع عرفات".
غير أن أبو شهلا، أكد لـ"العربي الجديد" أنه ليس سهلاً استهداف عباس في ظل ما سماه "الاحتضان" الشعبي الفلسطيني الواسع له. وأكد "أن الشعب والسلطة وفتح وكل القوى الحية ستقف في وجه مخططات إسرائيل لاستهدافه أو المس بحياته".
وذكّر بأن السلطة حين دخلت المفاوضات، كانت تطمح إلى تحقيق تسوية سلمية والحصول على الحق الفلسطيني الذي أقرته الشرعية الدولية، و"حينما ظهر أن الإسرائيليين غير جادين ويراوغون أوقفناها".
ولفت أبو شهلا إلى أن عباس يواجه ضغوطاً شديدة لدفعه إلى تقديم تنازلات لإسرائيل، لكنه مُصرٌ على مواقفه. وأضاف "هو لن يتنازل عن القدس الشرقية كاملةً عاصمة للدولة الفلسطينية، ولا يريد دولة بحدود مؤقتة وتواجداً عسكرياً على أراضي الدولة الفلسطينية".

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، أنه ارتباطاً بحجم التهديدات، يمكن القول إلى حد ما أن هناك خشية حقيقية على حياة عباس، لكن الأمر مختلف تماماً عما جرى مع عرفات. وأوضح أن "الولايات المتحدة الآن لا تناصب العداء لعباس كما كانت تناصبه لعرفات".

وأضاف عطا الله في تصريحات لـ"العربي الجديد": أنه "للمرة الأولى تُحمل الخارجية الأميركية الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني مسؤولية عرقلة المفاوضات، مع إشارتها إلى أن عباس يبذل جهوداً حقيقة من أجل التسوية والوصول إلى حل".

ويعتقد عطا الله أن ما فعلته السلطة خلال الأيام الماضية بروفة حقيقية للمفاوضات، "وهي تريد أن تقول إنها لن تقدم تنازلات أكثر، والقضايا التي تطرحها متفق عليها سابقاً، فهي لم تقدم تنازلاً في قضية الأسرى وتُصر على إطلاقهم قبل استئناف التفاوض". وتوقع أن تذهب السلطة وهي "مرتاحة" إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وفي السياق، نُقل عن كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، قوله: إن الفلسطينيين سيدرسون احتمال الانضمام إلى 48 وكالة ومنظمة دولية أخرى إذا لم تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الأسرى.
المساهمون