"فايبر" وأخواته يُخيف المحافظين في إيران

25 سبتمبر 2014
لم يُحسم الخلاف على مواقع التواصل في إيران يوماً(Getty)
+ الخط -
لا يكاد يخفّ الجدل حول إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي في إيران أو ضرورة رفع الحظر عنها بين المؤيدين والمعارضين في الداخل الإيراني، حتى يشتدّ الجدل من جديد بشأن تطبيقات التواصل على الأجهزة المحمولة.

فقد كتب رئيس السلطة القضائية، محسن اجيه، لوزير الاتصالات، محمود واعظي، رسالةً يطالبه فيها بإيجاد حلّ لتطبيقات "الفايبر"، و"واتساب" و"تانغو" في إيران، كون بعض المستخدمين "يتبادلون عليها مواد تمسّ وتُهين المبادئ التي قامت عليها إيران"، كما نقلت الرسالة حرفيّاً.

وبالتالي، على الوزير إيجاد حل للتحكم في بعض الرسائل التي يتم تبادلها وإغلاق صفحات هذه التطبيقات إن لزم الأمر خلال شهر واحد فقط، أو تتخذ السلطة القضائية قرارها بهذا الشأن بعد المدة المحددة، حسب اجيه.

يأتي هذا الكلام بعد تبادل مجموعة من الرسائل بين إيرانيين على تطبيق "فايبر" على وجه الخصوص، كانت تمسّ بشخصية قائد الثورة الإسلامية، روح الله الخميني، وهو الأمر الذي أثار حفيظة كثيرين في البلاد، وأدى إلى توقيف 11 شخصاً.

ولكنّ طرح حل حظر تطبيقات التواصل أدى الى جدل في الداخل، فمعظم المنتمين الى تيارات مختلفة اعتبروا أنه لا يجوز توجيه إهانة الى شخصية بهذا الوزن تعني الكثير لتاريخ إيران، ولكن في الوقت ذاته الحظر لن يحل المشكلة وسيتسبب في مشاكل أخرى بالنسبة لهم.

من جهته، أعلن رئيس الشرطة الإيرانية العميد إسماعيل أحمدي مقدم، أنه "لا يمكن في زمن الاتصالات الاستغناء عن بعض المواقع والبرامج، ولكن المطلوب هو الاستخدام الصحيح لهذه الوسائل، وما على لجنة رقابة الانترنت فعله، هو ضبط طريقة استخدامها".

أما المحافظون، ولا سيما المتشددون منهم، فلطالما طالبوا بفرض حظر على مواقع التواصل الاجتماعي كـ"فيسبوك" و"تويتر" أيضاً، معتبرين أنها تروج لثقافة غربية تهدد المجتمع الإيراني المحافظ، وتحاول إدخال ثقافة غريبة إليه.

ولم تكن هذه المواقع محظورة في إيران قبل احتجاجات عام 2009. وحُظرت المواقع منذ ذلك الوقت بسبب ما تقول عنه لجنة الرقابة على الانترنت :السعي الى نشر الفتن، والإضرار بالداخل الإيراني. وقدم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي يستعمل وحكومته مواقع التواصل الاجتماعي، وعوداً بفتح مواقع التواصل خلال حملته الانتخابية، كما منع قراراً كان يسعى الى حظر الـ"واتساب" في البلاد، إلا أن القرار سيكون صعباً مع هذا التصعيد.

وسيكون روحاني أمام خيار إرضاء المواطنين الإيرانيين، وعدم فتح خلاف مع المحافظين، فضلاً عن سعيه الدائم للتقرب من السلطات المختلفة وعلى رأسها السلطة القضائية. وليس من السهل بالفعل إيجاد حل للأمر أو إيجاد تطبيقات بديلة.

وكان روحاني قد قال في وقت سابق، إن العالم بات متصلاً ببعضه بعضاً عبر الانترنت، ولا يمكن إغلاق هذه النافذة أمام الشباب.

وفي مكان آخر يقول المقربون من الإصلاحيين الذين يرفعون شعارات الانفتاح أيضاً، إن الحل بالنسبة لهم لا يكون في الحظر والتقييد، وإنما في تربية المجتمع على كيفية التعامل بإيجابية مع مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف المحمولة، كي يتم استخدامها بالطريقة الأمثل، وهو ما سيمنع تلقائياً أية ثقافة دخيلة يتخوف منها البعض، مما سيبدد قلقهم من أي تبعات على المجتمع الإيراني.
المساهمون