بين أروقةِ المتحف الفلسطيني في جامعة بيرزيت، شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربيّة، ترتسمُ ملامح التطريز الفلسطيني، لتعودَ بك الذاكرة إلى قصص النساء الفلسطينيّات اللواتي غزلْن بعرق جبينهن أثواباً ومطرزات، أصبحت تاريخاً وتراثاً يرسم الهوية الفلسطينية. حوالي ثمانين ثوباً نسائياً تراثيّاً مُطرّزاً، وقطعٍ مُطرّزة أخرى، وعشرات الصور التي ترمز إلى فن التطريز الفلسطيني، شغلت قاعة معرض "غزل العروق" داخل المتحف الفلسطيني. ثمَّة ثوبٌ بعنوان: "هنا ثوب العروس"، إذْ تزيّن قبّعته الحلي والمجوهرات الجميلة. وغير بعيد، ثمَّة آخر باسم "ثوب الأرملة" التي توفّي زوجها، حيث تقل التطريزات، ويتّشح الثوب بالسواد. في مقدمة المعرض، ليس مستغرباً أن يرى الزائر أثواب الحياة اليومية للمرأة الفلسطينية، فقد كانت ترتديها طيلة حياتها في الكثير من الأحيان. وتُشاهَد في المعرض أثواب قديمة يصل عمر أقدمها إلى نحو 170 عاماً، وبعضها تم غزله مطلع القرن الماضي. وحصل القائمون على المعرض على تلك الأثواب والمقتنيات من أشخاص ومؤسسات، لا زالت تحتفظ بها حتى يومنا هذا. في المعرض مُطرّزات للأسرى الرجال. تتحدَّث تلك المطرزات عن حياة الأسرى الاجتماعية، وما يرسلونه من هدايا لزوجاتهم وعائلاتهم، وتتوسّط "غابة الأثواب" قاعة المعرض، لتشمل، ولأول مرة، أثواباً من جميع مناطق فلسطين التاريخية، في كل ثوب منها حكاية وتاريخ. ولم يغب فنانو فلسطين بلوحاتهم التي تجسد التطريز، فكانت رسوماتهم تظهر المرأة وهي تلبس الثوب المطرز. ويتجلى التطريز بدوره السياسي في أثواب النساء خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، لمّا منع الاحتلال الاسرائيلي رفع العلم الفلسطيني، فما كان من المرأة الفلسطينية إلا أن طرزت العلم الفلسطيني على أثوابها.
يستطيع الزائر للمعرض أن يشاهد أفلاماً وثائقية عن المرأة الفلسطينية، ودورها في التطريز، ويشاهد كذلك مطرّزات ومقتنيات شخصية تستخدمها المرأة الفلسطينية كحلي ومجوهرات وحقائب مطرزة. قبل نكبة فلسطين، كانت المرأة الفلسطينية تنتج مطرزاتها لحاجتها الشخصية، وبدأ تسليع التطريز للفائدة الاقتصادية، وظهرت بعدها جمعيات نسوية تعنى بتعزيز أهمية التطريز لدى المرأة الفلسطينية، باعتباره عملاً مقاوماً يحافظ على الهوية والتراث. وبعكس النظرة السائدة عن المطرزات اليدوية بأنها ذات قيمة، إلا أن بدء التطريز بالماكينات بعد النكبة كان ينظر إليه على أنه ذو قيمة أعلى، نظراً لندرة الماكينات في ذلك الوقت.
"غزل العروق" معرض يتحدث عن التطريز وارتباطه بالعلاقات الاجتماعية وبالرموز الفلسطينية والنوع الاجتماعي "الجندر"، والتحولات التي مرت بها المرأة الفلسطينية، بدءاً بإنتاج تلك المطرزات لحاجتها الشخصية، ومروراً بإنتاجها كعمل مقاوم.
ويفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور، ما بين 18 مارس/ آذار الحالي وحتى الخامس والعشرين من أغسطس/ آب القادم، ويسعى منظّموه إلى أن يصل زواره إلى أكثر من 15 ألف زائر. وتقول رئيسة مجلس إدارة المتحف الفلسطيني، زينة جردانة، لـ"العربي الجديد": "يتضمَّن المعرض برنامجاً تعليميّاً وعاماً، نسعى لاستدعاء زوار له من أجل ترسيخ هذا الأمر في أذهانهم. فالمعرض بيئة تعليمية راسخة، خاصة أن فيه نحو 300 مادة ما بين مطرزات وأثواب ومقتنيات أخرى حصلنا عليها من أشخاص ومجموعات يصل عددهم لـ30 مجموعة وشخص".
اقــرأ أيضاً
وبحسب جردانة، فإن معرض "غزل العروق" هو المعرض الثاني الذي يقيمه المتحف الفلسطيني، وأخذ اسمه من عروق التطريز "وشرايين الجسد" و"عروق النباتات"، ولأن المرأة تأكل من عرق جبينها. جاءت فكرة المتحف قبل 25 عاماً، إلى أن تم تدشينه عام 2013، ليؤكد على رسالته من خلال إيجاد "ثقافة فلسطينية حية ومنفتحة محليّاً وعربياً".
يستطيع الزائر للمعرض أن يشاهد أفلاماً وثائقية عن المرأة الفلسطينية، ودورها في التطريز، ويشاهد كذلك مطرّزات ومقتنيات شخصية تستخدمها المرأة الفلسطينية كحلي ومجوهرات وحقائب مطرزة. قبل نكبة فلسطين، كانت المرأة الفلسطينية تنتج مطرزاتها لحاجتها الشخصية، وبدأ تسليع التطريز للفائدة الاقتصادية، وظهرت بعدها جمعيات نسوية تعنى بتعزيز أهمية التطريز لدى المرأة الفلسطينية، باعتباره عملاً مقاوماً يحافظ على الهوية والتراث. وبعكس النظرة السائدة عن المطرزات اليدوية بأنها ذات قيمة، إلا أن بدء التطريز بالماكينات بعد النكبة كان ينظر إليه على أنه ذو قيمة أعلى، نظراً لندرة الماكينات في ذلك الوقت.
"غزل العروق" معرض يتحدث عن التطريز وارتباطه بالعلاقات الاجتماعية وبالرموز الفلسطينية والنوع الاجتماعي "الجندر"، والتحولات التي مرت بها المرأة الفلسطينية، بدءاً بإنتاج تلك المطرزات لحاجتها الشخصية، ومروراً بإنتاجها كعمل مقاوم.
ويفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور، ما بين 18 مارس/ آذار الحالي وحتى الخامس والعشرين من أغسطس/ آب القادم، ويسعى منظّموه إلى أن يصل زواره إلى أكثر من 15 ألف زائر. وتقول رئيسة مجلس إدارة المتحف الفلسطيني، زينة جردانة، لـ"العربي الجديد": "يتضمَّن المعرض برنامجاً تعليميّاً وعاماً، نسعى لاستدعاء زوار له من أجل ترسيخ هذا الأمر في أذهانهم. فالمعرض بيئة تعليمية راسخة، خاصة أن فيه نحو 300 مادة ما بين مطرزات وأثواب ومقتنيات أخرى حصلنا عليها من أشخاص ومجموعات يصل عددهم لـ30 مجموعة وشخص".
وبحسب جردانة، فإن معرض "غزل العروق" هو المعرض الثاني الذي يقيمه المتحف الفلسطيني، وأخذ اسمه من عروق التطريز "وشرايين الجسد" و"عروق النباتات"، ولأن المرأة تأكل من عرق جبينها. جاءت فكرة المتحف قبل 25 عاماً، إلى أن تم تدشينه عام 2013، ليؤكد على رسالته من خلال إيجاد "ثقافة فلسطينية حية ومنفتحة محليّاً وعربياً".