بعد فضائح عضوي "حزب النور" المصري، البلكيمي وونيس، استقبلت كل المواقع وبرامج الحوار المصرية، الثلاثاء، بحفاوة بالغة، فضيحة جديدة للحزب، وهذه المرة لـ"عنتيل" جديد، على غرار "عنتيل المحلة" الشهير.
نجم الفضيحة الجديدة صاحب شركة للدعاية والإعلان في محافظة الغربية، محسوب على التيار السلفي وخصوصاً "حزب النور"، قام بتصوير ضحاياه من عميلات الشركة، وحصل أحد الفنيين، أثناء القيام بصيانة جهاز الحاسوب الخاص به، على الفيديوهات ونشرها، ومن دون أية شكوى رسمية من الضحايا أو المتضررين. تفاعلت مواقع الأخبار وبرامج "التوك شو" بقوة مع هذه الحادثة.
الواقعة أثارت دهشة المراقبين، لأنها أتت بعد أيام من توقع ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية المصرية، سقوط "حزب النور" قريباً. وتزامنت أيضاً مع تصريحات نسبت إلى مؤسس "حركة تمرد"، محمود بدر، دعا فيها إلى مواجهة الحزب والإجهاز عليه، ووصفه بـ"الحزب الداعشي الطائفي" و"أكبر مؤامرة".
ورغم أن الحزب اختار أن يقف إلى جانب السيسي في مواجهة الإخوان ومعظم الإسلاميين، إلا أن ذلك لم يشفع له عند "الدوائر الانقلابية". ويبدو أن الإعلام، الذي طالما سانده الحزب في كيل الاتهامات إلى الإخوان، قرر هذه المرة أن يذيق "آل برهامي" طعناته المسمومة.
ورغم أن "عنتيل الغربية" لم يظهر دليل قاطع على انتمائه إلى "حزب النور"، تعامل الإعلام مع ذلك كعادته بلا مبالاة مع الدليل، ولمَ لا وقد أمرت الجهات الأمنية، التي تدير المشهد الإعلامي، أن يكون عنتيل الغربية من "حزب النور"، وعندما يأمر الأمنيون فيجب على المنطق والدليل أن يتوارى خجلا من أوامر رجال الأمن.
وفي محاولة مستميتة منه لدفع التهمة عن الحزب، قام المتحدث السابق باسم حزب النور بنفي أية صلة للعنتيل الجديد بالحزب، من خلال جولة من المداخلات أجراها مع عدة برامج حوارية، وهدد وتوعد وسائل الإعلام، التي "تقوم بتشويه صورة الحزب"، على حد قوله. وأعلن أن الحزب سيقاضي كل من أساء إليه، وبث القيادي في الحزب، نادر بكار، المحتوى نفسه عبر تغريدة على حسابه الخاص على تويتر، وقال: "غدا بإذن الله يرفع الحزب دعاوى قضائية ضد كل المواقع والصحف المتورطة في التشهير بالحزب في قضية الغربية.. تحملوا نتيجة استهتاركم".
وعلى غير العادة، حاول عمرو أديب، الدفاع عن الإسلاميين وخصوصاً "حزب النور"، وذلك من خلال برنامجه "القاهرة اليوم" على قناة "أوربيت"، وأكد أن طبائع الأمور تقتضي وجود بعض الفاسدين داخل أي فصيل سياسي، ولا يجب إسباغ أخطاء "عنتيل النور" على فصيل بالكامل. واستنكر هجوم "تمرد" على "حزب النور"، وطالب بتوحيد الصف وراء النظام الحالي. من جانبه، تولى أحمد موسى، مهمة الدعاية لفيديوهات "العنتيل" على الهواء مباشرة، وذلك عبر برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، وقال: "اللي عايز فيديوهات لعنتيل النور أنا عندي كتير".
بدورهم، تفاعل الناشطون بكثافة مع الفضيحة الجديدة ودشنوا "هاشتاغ" تحت عنوان #عنتيل_حزب_النور"، احتل قمة الترند على موقع تويتر، وتباينت التغريدات على "الهاشتاغ"، فمنهم من سخر من "حزب النور" ونادر بكار الوجه الإعلامي له، فعلق أحدهم: "يعني حزب فيه برهامي بيقول لك لو اغتصبوا مراتك سيبها لهم وانقذ حياتك متوقع منه إيه؟"، وتقمص آخر دور بكار وعلق: "ما فعله عضو الحزب فضيحة بكل المقاييس ولن نسكت عليها، لأن الـصوت بتاع الفيديو رقم 3 فيه مزيكا، والمزيكا حرام شرعاً".
ولم يخف البعض دور الأجهزة الأمنية، التي تختار التوقيت والوسيلة للإجهاز على الحزب، بعد انتهاء مهمته في شرعنة القضاء على الإخوان، فقال أحدهم: "برافو أبانا الذي في المخابرات، بتعرف تتعامل صح مع البهايم، شي وحا في وقتها، امتى بقى فيديوهات الننوس نادر بكار هتنزل؟".وأضاف آخر: "وأخيراً يا حزب الزور هيلبسوك مصيبة عشان يخلصوا منكم، بس إيه هيخلصوا منكم بفضيحة آداب، يا وقحين"، وقال ثالث: "مجرد عضو مجهول في حزب الزور وآديكم شايفين أمن الدولة فضحه إزاي.. أمّال برهامي وباقي العصابة ممسوك عليهم إيه".