08 نوفمبر 2024
"عضلات" ترامب
بات واضحاً أن تغييراتٍ كبيرة تحدث حالياً في الإدارة الأميركية، وأن الرئيس الذي دخل إلى البيت الأبيض قبل نحو 100 يوم، ببرنامج سياسي ضحل وفريق رئاسي يحمل أفكاراً يمينية عنصرية، ليس هو نفسه الذي يدير السياسة الأميركية اليوم، وأن نهجاً جديداً بدأ يظهر، لا علاقة لدونالد ترامب به، أو على الأقل لم يكن مدرجاً ضمن حسابات البرنامج الانتخابي لذاك المرشح المغمور الآتي من خلفية غير سياسية.
التخبّط الذي رافق الأيام الأولى لرئاسة دونالد ترامب، عبر التصريحات المثيرة للجدل والمراسيم الرئاسية العنصرية، وما رافقها من إبطال عبر المحاكم الفيدرالية، إضافة إلى الفشل في إقرار برنامج التأمين الصحي البديل لـ "أوباماكير"، كل هذا دفع أطرافاً فاعلين في "الاستبلشمنت" الأميركي، وتحديداً في الحزب الجمهوري، للدخول بقوة على الخط الرئاسي، وإعادة تشكيل ملامح العهد الجديد.
ملامح حملت تغييرات على مستويات عدة، في الداخل والخارج، ولكن على مستوياتٍ متفاوتة. فإن كانت التغييرات الخارجية أحدثت صدى عالمياً مدوياً، فإن التبديلات في الداخل تتم بهدوء ومن دون إثارة القدر نفسه من الضجة. فالانسحابات من إدارة ترامب، أو إبعاد الأشخاص عن مراكز القرار، باتت تتم تدريجياً. ولعل نموذج ستيف بانون الأكثر وضوحاً في هذا المجال. فالرجل الذي كان "رئيس الظل"، حتى أسابيع قليلة ماضية، أصبح على عتبة الخروج النهائي من البيت الأبيض، بعدما فقد دوره كأحد مستشاري الأمن القومي للرئيس الأميركي الذي أعلن ضمناً أنه "لم يعد يثق به".
هذا الانسحاب، وما سبقه من استقالات، على غرار مايكل فلين، فتحت المجال أمام سيطرة "الاستبلشمنت" من خلف الكواليس على القرار في الولايات المتحدة، والتي يبدو أنها قريبة من استعادة عهد جورج بوش الابن، وإنْ بوجوه مختلفة. مثل هذه السيطرة لا تعلن عن نفسها بالوجوه والأسماء، وإنما بالممارسة التي أنبتت لترامب "عضلات" في الداخل والخارج، وهو ما بدأ يتوضح بالاستغناء عن جزء أساسي من فريقه وسياساته الداخلية، إضافة إلى رسائله السياسية - العسكرية الخارجية، والتي أصبحت تطلق في كل الاتجاهات.
قد لا تكون التغييرات الداخلية على القدر نفسه من المتابعة بالنسبة لما يحدث من الولايات المتحدة خارجياً، ولا سيما أن "استعراض العضلات" بدأ يأخذ مناحي تصعيدية على أكثر من ساحة عالمياً. إذ بات واضحاً أن زخة صواريخ "توماهوك" على سورية ليست مجرد رد فعل خارج عن سياق تسير فيه الإدارة الأميركية الجديدة، ولا سيما بعدما تم إرفاقها بتهديدات كثيرة، وصلت إلى حد الجزم "بنهاية حكم آل الأسد". والسياق يتعدّى الساحة السورية إلى مناطق أخرى في العالم. فكما صواريخ توماهوك، جاءت "أم القنابل" في أفغانستان لتفاجئ المتابعين للموقف الأميركي، ولا سيما أنها ألقيت من دون مقدّمات، ومن دون وجود فعل واضح يستوجب مثل هذا الرد. غير أن ترامب وإدارته لم يقفا عند هذا الحد، بل عمدا إلى توسيع الرقعة الجغرافية لعسكرة السياسة الخارجية، لتصل إلى شبه الجزيرة الكورية، والتي تعيش أجواء حرب حقيقية مع المؤشرات المتزايدة من الولايات المتحدة إلى نيتها توجيه ضربة عسكرية إلى كوريا الشمالية.
يستهدف التصعيد الأميركي في سورية وأفغانستان وشبه الجزيرة الكورية بالدرجة الأولى "الخصوم" على الساحة الدولية، وتحديداً روسيا والصين، ويوجه رسائل بعودة الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية. وهي عودةٌ قد لا تكون هناك علاقة لترامب بها، وهو الذي أخطأ أخيراً في حواره مع "فوكس نيوز" بمكان الضربة الأميركية، مشيراً إلى إطلاق الصواريخ نحو العراق بدل سورية، ما دفع المذيعة إلى التدخل لتصويب الوجهة.
ملامح حملت تغييرات على مستويات عدة، في الداخل والخارج، ولكن على مستوياتٍ متفاوتة. فإن كانت التغييرات الخارجية أحدثت صدى عالمياً مدوياً، فإن التبديلات في الداخل تتم بهدوء ومن دون إثارة القدر نفسه من الضجة. فالانسحابات من إدارة ترامب، أو إبعاد الأشخاص عن مراكز القرار، باتت تتم تدريجياً. ولعل نموذج ستيف بانون الأكثر وضوحاً في هذا المجال. فالرجل الذي كان "رئيس الظل"، حتى أسابيع قليلة ماضية، أصبح على عتبة الخروج النهائي من البيت الأبيض، بعدما فقد دوره كأحد مستشاري الأمن القومي للرئيس الأميركي الذي أعلن ضمناً أنه "لم يعد يثق به".
هذا الانسحاب، وما سبقه من استقالات، على غرار مايكل فلين، فتحت المجال أمام سيطرة "الاستبلشمنت" من خلف الكواليس على القرار في الولايات المتحدة، والتي يبدو أنها قريبة من استعادة عهد جورج بوش الابن، وإنْ بوجوه مختلفة. مثل هذه السيطرة لا تعلن عن نفسها بالوجوه والأسماء، وإنما بالممارسة التي أنبتت لترامب "عضلات" في الداخل والخارج، وهو ما بدأ يتوضح بالاستغناء عن جزء أساسي من فريقه وسياساته الداخلية، إضافة إلى رسائله السياسية - العسكرية الخارجية، والتي أصبحت تطلق في كل الاتجاهات.
قد لا تكون التغييرات الداخلية على القدر نفسه من المتابعة بالنسبة لما يحدث من الولايات المتحدة خارجياً، ولا سيما أن "استعراض العضلات" بدأ يأخذ مناحي تصعيدية على أكثر من ساحة عالمياً. إذ بات واضحاً أن زخة صواريخ "توماهوك" على سورية ليست مجرد رد فعل خارج عن سياق تسير فيه الإدارة الأميركية الجديدة، ولا سيما بعدما تم إرفاقها بتهديدات كثيرة، وصلت إلى حد الجزم "بنهاية حكم آل الأسد". والسياق يتعدّى الساحة السورية إلى مناطق أخرى في العالم. فكما صواريخ توماهوك، جاءت "أم القنابل" في أفغانستان لتفاجئ المتابعين للموقف الأميركي، ولا سيما أنها ألقيت من دون مقدّمات، ومن دون وجود فعل واضح يستوجب مثل هذا الرد. غير أن ترامب وإدارته لم يقفا عند هذا الحد، بل عمدا إلى توسيع الرقعة الجغرافية لعسكرة السياسة الخارجية، لتصل إلى شبه الجزيرة الكورية، والتي تعيش أجواء حرب حقيقية مع المؤشرات المتزايدة من الولايات المتحدة إلى نيتها توجيه ضربة عسكرية إلى كوريا الشمالية.
يستهدف التصعيد الأميركي في سورية وأفغانستان وشبه الجزيرة الكورية بالدرجة الأولى "الخصوم" على الساحة الدولية، وتحديداً روسيا والصين، ويوجه رسائل بعودة الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية. وهي عودةٌ قد لا تكون هناك علاقة لترامب بها، وهو الذي أخطأ أخيراً في حواره مع "فوكس نيوز" بمكان الضربة الأميركية، مشيراً إلى إطلاق الصواريخ نحو العراق بدل سورية، ما دفع المذيعة إلى التدخل لتصويب الوجهة.