"طهران للكتاب": رقابة ورسائل سياسية

04 مايو 2017
(من دروات سابقة، تصوير: فاطمة بهرامي)
+ الخط -
يحظى "معرض طهران الدولي للكتاب"، الذي انطلقت فعاليات دورته الثلاثين أمس وتتواصل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، باهتمام يرتبط بالرسائل التي توصلها التظاهرة سواء إلى الداخل الإيراني أو إلى الخارج.

في الدورة الحالية التي تحمل شعار "اقرأ أكثر"، أُعلن عن عشر منح دراسية للمتخصّصين في الترجمة من الفارسية إلى اللغات الأخرى من دور النشر والمؤسّسات الثقافية والتي وصل عددها إلى قرابة 2700 دار نشر من 110 بلداً.

كما تحضر إيطاليا ضيف شرف المعرض التي تشارك بأكثر من 40 كاتباً وفنّاناً وناشراً؛ من بينهم: الشاعر والمترجم فاليريو ماغريللي، والروائية ميشلا مورغيا، والموسيقييْن مارسيلو نارديس وماركو كارلو، ويُحتفى أيضاً باسطنبول مدينة العام. 

إلى جانب التواجد الإيطالي المكثّف، فإن استضافة الكتاب العربي تظلّ محصورة نتيجة تراجع العلاقات بين إيران وعدد من الدول العربية، إذ يُعرض 7 آلاف كتاب من دور نشر سورية ولبنانية وعراقية ومصرية وعُمانية من أصل 400 ألف عنوان تشارك هذا العام.

تخضع المشاركة العربية لعوامل سياسية لم يكن للثقافة دور مهم فيها، فحتى حين شهد المعرض أوسع حضور عربي أيام حكم الرئيس محمد خاتمي (1997 – 2005) اقتصرت أغلب المشاركات على مؤّلفات سياسية ودينية تهمّ المؤسسة الثقافية الرسمية في إيران التي تستحوذ على الحصة الكبرى في شراء الكتب المعروضة وتحدّد طبيعة المشاركة، بينما لا تزال الإصدارات الأدبية العربية شبه غائبة عن القارئ الإيراني.

في هذا السياق، تحضر مزاجية الرقابة على "معرض طهران" التي تحظر كتباً من بلدان عدّة كانت مسموحةً في دورات سابقة، وهو يرتبط أحياناً بالمواقف السياسية لهذا البلد أو ذاك، أو بتوّجهات الإدارة المتغيّرة من فترة إلى أخرى، حيث تُحظر عناوين قد تكون متوفرة في المكتبات الإيرانية، مثلما حصل مع رواية "مذكرات عاهراتي الحزينات" لـ ماركيز، و"شيفرة دافنشي" لـ دان براون، أو "رحلة إلى نهاية الليل" لـ سيلين، أو "عوليس" لـ جيمس جويس.

رغم التركيز كل عام في وسائل الإعلام على دور النشر الأجنبية التي مُنعت مطبوعاتها من المشاركة، إلاّ أن المتضرّر هو الكتاب الإيراني فلا زالت أعمال الشاعرتين فروغ فرخزاد وفاطمة اختصاري والروائييْن هوشانغ غولشيري وشهريار منديني بور وسواهم غير مرحبّ بها، إلى جانب منع ناشرين إيرانيين من المشاركة بذريعة أن إصدراتهم لـ"هواة ودون المستوى المطلوب"، كما تكرّر لجان الرقابة في كلّ عام.

المساهمون