تفشى في مناطق مختلفة في بلدان أميركا اللاتينية، مرض ينقله البعوض، كانت قد سجلت أول حالة إصابة به في جزيرة سانت مارتن الفرنسية في أواخر 2013. وتحرك الفيروس من الكاريبي إلى وسط وجنوب الأراضي الأميركية، وأصاب أكثر من مليون شخص، وظهرت بعض الحالات بالفعل في الولايات المتحدة الأميركية.
وبينما لا يعتبر المرض الذي أطلق عليه "شيكونغونيا" قاتلاً، إلا أن انتشاره الوبائي فاق سعة المستشفيات، وأدى إلى تأثر الانتاجية الاقتصادية وتسبب لمن عانوا منه بالألم والبؤس، ومازال عدد الضحايا كبيرا.
و"شيكونغونيا" مرض فيروسي منقول بالبعوض وُصف للمرّة الأولى، أثناء فاشية وقعت في جنوب تنزانيا في عام 1952، وينحدر اسم الفيروس من لغة كيماكوندي، وتعني "المشي منحنياً"، وهو يعكس حالة المصابين بالآلام في المفاصل.
وفي السلفادور، قدّر مسؤولو الصحة عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض بحوالي 30 ألف حالة، ارتفع عددها من 2300 حالة بدءا من أغسطس/ آب، وامتلأت المستشفيات بأشخاص مصابين بأعراض المرض، ومنها آلام المفاصل الشديدة التي يمكن أن تجعل المشي صعبا.
وقال كاتالينو كاستيلو(39 سنة): "الألم لا يصدق"، بينما كان يحاول الحصول على علاج في مستشفى في سان سلفادور، وأضاف "لقد مرت 10 أيام ولم يتحسن الأمر".
وأوضح مسؤولون من فنزويلا أن 1700 حالة على الأقل ظهرت حتى الجمعة، ويتوقع أن يزيد العدد.
أما الجارة كولومبيا، فلديها حوالي 4800 حالة، لكن وزارة الصحة تتوقع إصابة 700 ألف شخص به بحلول بداية 2015.
وسجلت البرازيل أول حالات نقل المرض محلياً، وهي مختلفة عن تلك التي تتضمن أشخاصا كانوا على اتصال بالفيروس بينما كانوا مسافرين إلى مناطق متضررة منه.
وحتى الآن، تعتبر جمهورية الدومينيكان هي أكثر البلاد تضررا من الفيروس، إذ سجلت نصف حالات الإصابة به في الأميركتين.
وطبقا لمنظمة "بان أميركان" للصحة، فقد انتشر شيكونغونيا في 24 مدينة ومكانا على الأقل في نصف الكرة الغربي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن من علامات المرض الشائعة، ظهور الحمى بشكل مفاجئ مع آلام مبرّحة في المفاصل عادة، ومنها وجود آلام عضلية وصداع وتقيّؤ وتعب وطفح.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن الألم الذي يظهر في المفاصل يؤدي، غالباً، إلى إعاقة المرء بشكل كبير، غير أنّه يتلاشى عادة في غضون بضعة أيام أو أسابيع، ومعظم المصابين يشفون تماماً من المرض، ولكنّ الألم المفصلي قد يدوم عدة أشهر، بل سنوات.
وتم الإبلاغ أيضاً، في بعض الحالات، عن وقوع مضاعفات في العين والجهاز العصبي والقلب، فضلاً عن مشاكل في الجهاز المعدي المعوي. والمُلاحظ أنّ المضاعفات الوخيمة نادرة الحدوث، غير أنّ المرض قد يؤدي إلى الوفاة بين المسنين.
والأعراض التي تظهر على المصابين تكون معتدلة في غالب الأحيان، ممّا قد يؤدي إلى عدم التفطّن إلى المرض أو الخطأ في تشخيصه في الأماكن التي تحدث فيها حمى الضنك.