احتجاجاً على مصادرة كتاب "شمس على نوافذ مغلقة"، وعلى الخطاب التحريضي ضد الكتّاب المشاركين فيه، أصدر مثقفون عرب، بياناً احتجاجياً يدين منع السلطات الليبية للكتاب الذي يتضمّن نصوصاً وقصصاً ومقاطع من روايات أنجزت بعد شباط/ فبراير 2011، لـ 25 كاتب وكاتبة من ليبيا وهو من تحرير خالد مطاوع وليلى نعيم المغربي.
وجاء في البيان "يندّد الموقّعون بهذه الحملة الضارية ويدينونها ويطالبون بإيقافها العلني والفعلي، كما يطالبون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة تحمل المسؤولية في حماية الكُتاب والمحررين ودار النشر والمنظمين لحفلات التوقيع. كذلك على هذه الجهات تَحمُّل مسؤوليتها كاملة إزاء ما قد يحدث من ضرر لهم. كما عليها أن تضع حداً لإغلاق المراكز الثقافية وتكميم الأفواه وهي المسؤولة عن حرية الفكر والنشر والإبداع وحماية الكتاب والمبدعين".
من جهة أخرى، أعربت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" في ليبيا، عن بالغ قلقها إزاء الحملة التي يتعرّض لها كتاب وشعراء شباب نُشر إنتاجهم في "شمس على نوافذ مغلقة".
وقالت اللجنة في بيانها "نتابع ببالغ القلق الدعوات التحريضية غير المسبوقة من قبل بعض من نشطاء ومدوّنيين عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون ووسائل الإعلام ومشائخ، خلال الأيام القليلة الماضية، على الكتَّاب والأدباء وهو ما يعد شكلاً عنيفاً من أشكال الوصاية على الفكر والإبداع وإرهاباً فكرياً وتحريضاً على الكراهية وممارسة العنف المباشر".
البيان اعتبر أن احتواء بعض نصوص الكتاب "ألفاظ ولغة لا تتماشى والقيم المجتمعية، لا يجيز ولا يبرّر القبول بالحملات التحريضية وتهديد وممارسة الإرهاب الفكري"، وأكد أن "الأمر وصل إلي توجيه تهم متفرقة وصلت لحد التكفير والتهديد والتحقيق، بل تعدى الأمر ذلك إلى المطالبة بمحاكمة أصحاب النصوص المنشورة في الكتاب ووصفهم بالعمالة والمطالبة بإنزال أشد العقوبات عليهم".
ووفقاً لبيان اللجنة، فإن التهديدات طالت أسر الكتّاب المنشورة أعمالهم في هذا العمل، في إشارة إلى التحريض الذي تضمّنه خطاب أحد أبرز شيوخ التيار السلفي المدخلي في طرابلس، أبو معصب حفالة، الذي وصف فيه الكتّاب بـ "السفهاء والمجرمين أصحاب الكتابات الفاجرة التي تريد إفساد البلد المسلم وتلويثه".
ورغم أن الجدل الدائر والهجوم طال كل المشاركين في الكتاب، لكن العمل المقصود هو رواية "كاشان" لأحمد البخاري، وقد نشر محرر الكتاب الشاعر والمترجم الليبي خالد مطاوع تدوينة على صفحته في فيسبوك، مبيناً "إن النص الذي تواردت حوله الانتقادات، هو عبارة عن مقطعين من رواية "كاشان" لأحمد البخاري التي سبق أن نشرت في طرابلس عام 2012، رقم الإيداع 2012/429. ردمك:ISBN 978- 9959- 812- 73- 5، أي أن هذا النص بالذات مرَّ على أجهزة الدولة الرقابية وسبق أن أعطي له تصريح بالنشر".
وأضاف "أريد أن أنوّه أنني كمحرّر للكتاب مسؤول عن اختيار محتواه وأن الشباب المشاركين فيه لم يكن لهم أي دور في اختيار أو تجميع ذلك المحتوى، أو أي علم بمشاركات الأدباء الآخرين".