"شبكات الغصب والأمل": عن نمط جديد من الاحتجاج

22 مارس 2018
(غرافيتي في القاهرة)
+ الخط -
مؤلّفات عدّة نُشرت في السنوات الأخيرة ترصد دور الشبكة العنكبوتية وأثرها في الاحتجاجات الشعبية التي شهدها أكثر من بلد في العالم، وتحاول مقارنتها بتجارب سبقت ظهور الإنترنت وعلاقتها باحتكار السلطة للمعرفة والمتغيّرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها، وإمكانيات التواصل التكنولوجي في المستقبل.

في هذا الإطار، صدر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "شبكات الغضب والأمل: الحركات الاجتماعية في عصر الإنترنت" للبروفيسور في علوم الاتصال والتخطيط العمراني والباحث الإسباني مانويل كاستلز (1942)، والذي نقلته إلى العربية الصحافية والمترجمة المصرية هايدي عبد اللطيف.

يبحث "ما بعد الحداثة: ثقافات اقتصاديات الأزمة" في الجذور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لحركات احتجاجية عدة (الربيع العربي، الاحتجاجات في إسبانيا وتركيا والبرازيل، حركة "احتلوا وول ستريت" الأميركية)، وفي ابتكارها طرائق جديدة في تنظيم نفسها.

يقيّم المؤلف في ثمانية فصول دور التقانة الاتصالية الحديثة في ديناميات الاحتجاج الشعبي، وقدرة الحراك المدني الاجتماعي على فرض تغييرات سياسية من خلال التأثير في أفكار الناس. وبحسبه، ربما تختلف أوجه الحراك المدني الاجتماعي من بلد إلى آخر، إلا أن هناك قاسماً مشتركاً بينها: صلة الحراك الوثيقة بإنشاء شبكات اتصال مستقلة تدعمها الإنترنت وأدوات التواصل الحديثة.

يتناول الفصل الأول "مقدمة ثورة: حيث بدأ كل شيء" ثورتي تونس وأيسلندا التي يرسم مسارها من الانهيار المالي إلى التلزيم الجماعي لدستور جديد، بينما يرصد الفصل الثاني "الثورة المصرية" ردّ الدولة على "25 يناير" التي سهلها الإنترنت بالقطع التام، ودور النساء المصريات فيها، ثم أسلمتها وإمكانية استمرارها.

في الفصل الثالث "الكرامة.. العنف.. الجغرافيا السياسية: الانتفاضات العربية"، يناقش عوامل ميّزت أغلبية البلدان العربية التي شهدت ثورات تألفت من أشخاص تقل سنّهم عن الثلاثين، ومعظمهم يسكن المدن ومتعلم نسبياً وعاطل عن العمل كلياً أو جزئياً وعلى دراية باستخدام شبكات الاتصالات الرقمية، أما الفصل الرابع "ثورة جذمورية: "غاضبات" في إسبانيا" فيتطرّق إلى الاحتجاجات في إسبانيا على خلفية أزمة اليورو والديون السيادية ومسألة إعادة اختراع الديمقراطية بالممارسة، من خلال حركة احتجاج بقيادة مجالس وبلا قادة.

"احتلوا وول ستريت: حصاد ملح الأرض" عنوان الفصل الخامس الذي يقارب الحركة الاحتجاجية الأميركية، والتي يسميها المؤلّف حركة بلا مطالب، عارضاً للعنف الذي تعرضت إليه هذه الحركة غير العنفية، ويدرس الفصل السادس "الحركات الاجتماعية الشبكية: هل نحن إزاء اتجاه عالمي؟" نماذج في تركيا والبرازيل وتشيلي لافتاً إلى أن إظهار صعود نمط مشترك من التعبئة الاجتماعية بوصفه سيرورة أو مشروعاً اجتماعياً سياسياً جديداً، مع الأخذ بالعتبار أن الاحتجاجات الاجتماعية المعاصرة ليست كلها تعبيرات عن هذا الشكل الجديد من الحركة الاجتماعية.

في الفصل السابع "تغيير العالم في مجتمع الشبكات" يسأل كاستلز: هل تمثل الحركات الاجتماعية الشبكية بزوغ نمط جديد من الاحتجاج؟ فيما يقارب الفصل الثامن والأخير "الحركات الاجتماعية الشبكية والتغيير السياسي" أزمة الشرعية والتغيير السياسي من منظور عالمي.

المساهمون