افتتح "شباب قطر ضد التطبيع"، أمس السبت، فعاليات أسبوع "مقاومة الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي" بندوة عنوانها "مشاهد وحواجز" في "الحي الثقافي كتارا".
تحدّث في الندوة ثلاثة طلّاب فلسطينيون، هم إيهاب محارمة وشيماء زيارة وربيع عيد؛ حول مسألة التعليم تحت الاحتلال، وأوضاع المؤسسات الأكاديمية في كل من الضفة الغربية وغزة وفلسطين المحتلة عام 1948.
في مداخلته، ارتكز حديث محارمة على السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للتعليم، مشيراً إلى أن التعليم ليس معزولاً عنها، "بل يمثّل، بالنسبة إلى الفلسطينيين، أحد أهم مرتكزات المقاومة؛ حيث يساهم في تأكيده على الهوية الثقافية الخاصة لهذا الشعب".
وأضاف: "يعتبر التعليم أداة تحرّر ضد السيطرة الثقافية والأكاديمية والهيمنة الإمبريالية التي تحاول إسرائيل فرضها على هذا الشعب"، ذاهباً إلى تقديم نماذج لمشاهد حية من خلال الحديث عن أثر انتهاكات الاحتلال على العملية التعليمية.
من جهتها، عادت شيماء زيارة، وهي الآن طالبة ماجستير في جامعة "حمد بن خليفة" في الدوحة، إلى عام 2008، وانطلقت من هناك للحديث عن الظروف التي تعيشها المؤسسات التعليمية والطلّاب في غزّة ولا سيما في خلال أكثر من عدوان إسرائيلي شهدتها المدينة خلال الأعوام الأخيرة.
أشارت زيارة إلى أثر الحصار المضروب على غزة على حرمان الطلاب من فرص الدراسة في الخارج.
أمّا ربيع عيد، من "معهد الدوحة للدراسات العليا"، فتناول في مداخلته مسألة تورّط الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بأجهزة الأمن ونظام الحتلال، فأكد أن الجامعات الإسرائيلية، منذ تأسيسها، كانت جزءاً من المشروع الصهيوني في فلسطين، وحملت رغبة في إنشاء جيل مُهَندس فكرياً بما يتّسق مع هذا المشروع، على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
(من اليمين: شيماء زيارة وربيع عيد وإيهاب محارمة) |
وأشار إلى أن الجامعات الإسرائيلية لا تُعتبر مؤسسات مستقلة أكاديمياً وفكرياً، بل هي داعمة ومؤسِّسة للمشروع الصهيوني وتُخرّج أجيالاً لتستكمل هذا المشروع.
كما قدّم عيد أمثلة عن تورّط الأكاديميا الصهيونية بنظام الاحتلال من خلال تنظيمها ورعايتها لمساقات ودورات تعليمية خاصة بالجيش، إضافة إلى وجود عسكريين سابقين في إدارة مؤسساتها، ودعمها لحروب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة.
وتحدّث أيضاً عن معاهد البحوث والدراسات الأمنية التي تعمل داخل الحرم الجامعي، وتهدف إلى تقديم دراسات استراتيجية تستفيد منها أجهزة الأمن والجيش.
في سياقٍ آخر، تطرّق عيد إلى مخاوف رؤساء الجامعات الإسرائيلية من تعاظم حملة المقاطعة العالمية للأكاديميا الإسرائيلية بعد افتضاح ممارستها أيضاً بحق الطلاب العرب الفلسطينيين، والتضييق عليهم في نشاطهم السياسي.
كما استضافت الندوة الصحافي تامر المسحال، الذي قدّم شهادة حول عمله كمراسل تلفزيوني في غزة وتجربته في التغطية الإعلامية تحت الحصار، ودور الصورة في نقل القصص الإنسانية التي تعكس حالة السجن التي يعيشها قرابة مليوني فلسطيني في غزة.
تتواصل فعاليات أسبوع "مقاومة الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي" حتى 31 من الشهر الجاري، مع مجموعة أخرى من الندوات التي تتناول قضايا متعلقة بالمقاومة ومحاربة التطبيع.
اقرأ أيضاً: بهلوانات التطبيع