118 فيلماً تسجيلياً إيرانياً وأجنبياً عُرضت خلال الدورة الثامنة من مهرجان "سينما الحقيقة" للأفلام الوثائقية، الذي اختتم أمس، من بينها 850 فيلماً إيرانياً، و450 فيلماً أجنبياً، بين طويل وقصير.
المهرجان الذي حاولت فيه طهران أن تسوّق قضاياها السياسية، واستقبل عدداً من المخرجين العرب والأوروبيين، افتُتح بـ"ميراث مجيد"، الذي عرض في ذكرى اغتيال العالم النووي مجيد شهرياري، قبل أربعة أعوام تقريباً، واتهمت السلطات الإيرانية، وقتها، "إسرائيل" بتنفيذ هذه العملية.
وخلال الحفل الختامي، ليلة الأحد، نال فيلم "جنارستان"، أو "أرض أشجار الحور"، للمخرج هادي آفريده جائزة أفضل فيلم، إضافة إلى أربع جوائز مختلفة، فيما حاز المخرج معين كريم الديني عن فيلمه "أتلان" على جائزة أفضل مخرج عن فئة الأفلام الطويلة، بينما حاز المخرج الإيراني جلال فيسي جائزة أفضل مخرج عن فئة الأفلام القصيرة عن فيلمه "قاشق" أو "الملعقة".
أما الجائزة المتعلقة بالأفلام الدولية فنال ياني بلتوئن من فنلندا عن فيلمه "المعطف الأبيض" جائزة أفضل فيلم قصير، فيما حاز المخرج العراقي طه كريمي جائزة أفضل فيلم طويل عن "ألف تفاحة وتفاحة".
كما تم منح بعض الجوائز الفخرية والنقدية لبعض المشاركين في المهرجان، ومنها الجائزة التي منحت للمخرجة الهولندية هيدي هانيغمان، التي قالت إنها تحاول متابعة السينما الإيرانية الوثائقية عن كثب. وأشارت إلى أن هذا السوق يعاني من مشكلات اقتصادية معينة، لكنها اعتبرت أن هذا النوع من الأفلام يمثل الحياة الواقعية وهو ما يعطيها أهميتها الخاصة.
قسم خاص من الجوائز ذهب إلى الأفلام التي تتحدث عن "الثورة الإسلامية" الإيرانية، وعن الحرب العراقية الإيرانية، فضلاً عن الأفلام التي تركّز على المقاومة، حيث تم تكريم المخرج مصطفى حريري عن فيلمه "غرفة الحرب"، وعبد الله حسيني عن فيلم "الانتصار".
كما اهتم المهرجان بعرض الأفلام التي تطرقت بغالبيتها لموضوعات عن المدينة والمجتمع وأولها فيلم "جنارستان" أو "أرض الحور". ورغم هذا الاهتمام إلا أن هذه الساحة تواجه أيضاً صعوبات معينة وهي مالية على الأغلب، وهو ما يجعل أصحابها ينتقدون المعنيين بشكل مستمر، فمن المخرجين من يقول إن هناك أفلاماً تحظى بدعم أكبر دون غيرها، سيما تلك التي تركّز في مواضيعها على الحرب العراقية الإيرانية.
يذكر أن أول فيلم وثائقي إيراني سُجّل أوائل القرن العشرين، حيث صوّر مظفر الدين شاه، الملك القاجاري الذي كان يحكم البلاد آنذاك، في إحدى المناسبات.
وتطورت الأفلام التسجيلية بعد انتصار "الثورة الإسلامية" عام 1979، حيث بدأ المخرجون بتسجيل أفلام عن الثورة وتبعاتها خلال الأعوام التالية، ومنهم محمد علي نجفي وبرويز نبوي، ليبدأ التركيز بعد ذلك على الواقع الاجتماعي في الأفلام التسجيلية القصيرة والطويلة خلال السنوات اللاحقة.
أبرز ما يؤشر إليه المهرجان هو موقع إيران المتقدم في الإنتاج السينمائي عالمياً، ومحاولتها أن تحظى بمكانة متقدّمة في سوق الأفلام التسجيلية.