"سوريا لأفلام الموبايل": سينما ميغا بيكسل

08 ابريل 2016
(من ورشات المهرجان)
+ الخط -

في ظل وجود إعلامٍ رسمي يغيّب ما يجري على الأرض، مقابل إبراز مقولته، شكّلت وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ورائها الهواتف النقّالة، ما يشبه إعلاماً مضادّاً، خصوصاً في السنوات الست الأخيرة؛ حيث نقلت هذه الوسائط كثيراً ممّا شهدته الميادين العربية.

هكذا، باتت كاميرا الموبايل أداةً أساسية في توثيق ونقل ما يحدث في بعض البلدان التي كان المصوّر الصحافي فيها معرّضاً للاعتقال أو القتل في أية لحظة، كما حصل في سورية التي نُشرت حولها آلاف الفيديوهات التي صوّرت الحراك الشعبي فيها.

من هنا، جرى إطلاق "مهرجان سوريا لأفلام الموبايل" عام 2014؛ والذي عرض أفلامه في بعض المدن السورية مواجهاً الظروف الأمنية القاسية، وواصل العام الماضي بدورته الثانية، وها هو يبدأ دورته الثالثة غداً في برلين، قبل أن ينتقل، في 14 من الشهر الجاري إلى مدينة غازي عنتاب التركية.

وفق موقع المهرجان، الذي تُقام دورته على مدى يومين، فإنه يحاول "أن يخلق منصّة فريدة لتشجيع المخرجين المحترفين والهواة على صناعة أفلام إبداعية، بميزانية قليلة مصوَّرة بواسطة كاميرا الموبايل"، ساعياً إلى "تقديم رؤية سينمائية مغايرة وحرّة".

اللافت في هذه الدورة أن الأفلام المشاركة لا تقتصر على أعمال المخرجين السوريين وحسب، وإنما تعرف، أيضاً، مشاركات من عدّة بلدان عربية وأجنبية، مثل أندونيسيا والبرازيل والولايات المتّحدة وبريطانيا.

تسلّط الأعمال، في معظمها، الضوء على مسائل اجتماعية، تنقل صورة عن بعض المجتمعات ومشاكلها الاقتصادية والاجتماعية، وبطبيعة الحال، تأتي غالبية الأفلام السورية المشاركة لتصوّر معاناة السوريين، إن كان في البلاد، أو خارجها.

ولا يقتصر المهرجان على عروض الأفلام، بل يقدّم أيضاً برنامجاً بعنوان "بيكسل"، يتمثّل في إقامة تدريبات في تصوير وإنتاج الأفلام التسجيلية، بهدف تطوير مهارات استخدام كاميرا الموبايل.

المساهمون