"سوا" الانتخابات السورية بين الموالاة والمعارضة

13 مايو 2014
+ الخط -

انطلقت الحملة الانتخابية للرئيس بشار الأسد في الاقتراع المقرر إجراؤه في الثالث من يونيو/حزيران المقبل، في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، ولكن شبكات التواصل الاجتماعي لا حدود تقيدها، فكان صدى الحملات الانتخابية واسعاً ومتبايناً في العالم الافتراضي السوري.

ومع بدء الحديث عن الحملة الانتخابية ظهرت صفحات مؤيدة لبشار الأسد، لدعمه في العالم الافتراضي، آخرها صفحة، "سوف أنتخب الأسد بالدم". ولكن الحملة الرسمية جاءت بعنوان "سوا"، برابط موحد على مواقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، تويتر، إنستغرام، وموقع مشاركة الفيديوهات اليوتيوب، ودعت هذه الصفحة رسمياً جميع المواطنين والمعنيين بالشأن الإعلامي، لمتابعة أخبار الحملة الرسمية عبرها.

ومن يتتبع الصفحة يلاحظ في افتتاحيتها "بوست" جماهيري وجهه الأسد لأنصاره مذيلا باسمه، يطلب منهم "أن يبتعدوا عن مظاهر الفرح لأن البلد في وضع حرج، وأن يوجهوا اهتمامهم لأهالي الشهداء وذويهم". ومن يجهد في قراءة التعليقات على هذا المنشور سيجد الأنصار متحمسين للانتخابات الى حد مسح حلب، دير الزور، وحمص، إذ جاء في أحد هذه التعليقات، "احسم نصرك في حلب ونحن معك"، وفي تعليق آخر جاء فيه "حمص خلصت يا دكتور، عقبال حلب ودير الزور".

كما رفدت الصفحة الحملة الانتخابية بصور حصرية للأسد لم تظهر من قبل، تواكبه منذ طفولته وحتى دخوله المدرسة، فالجامعة، ثم وصوله للرئاسة، تلك الصور التي كانت مصدر فخر لصفحات الأنصار، بينما كانت مادة دسمة لناشطي المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سوا لا ..

وكان الحدث المميز في مواقع التواصل الاجتماعي ظهور صفحة "سوا"، بالنسخة المعارضة رداً على الصفحة الرسمية للانتخابات، إذ تداولت هذه الصفحة صوراً لدمار سورية، أطفال، معتقلين، مشردين، وتنوعت تعليقات الناشطين عليها بشكل يدعو لمقاطعة الانتخابات، ولم تخل حملات الناشطين من التهكم وخفة الظل التي عرف بها السوريون في التعاطي مع الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: #سوا من أجل المزيد من الدم، #سوا لتهجير ما تبقى من سوريين، #بشار_الأسد .. من المرشح الأول للجنائية الدولية الى المرشح الأول للرئاسة! #سوا بنشردهم"، وغرّد الكاتب والناشط السياسي محي الدين اللاذقاني" "سوا لتدمير ما تبقى من سورية". هذا إضافة لكاريكاتير يصور برميل المتفجرات على شكل صندوق انتخابات.

ولابن خال الرئيس نصيب

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي طرفة عن ابن خال الرئيس بشار الأسد، رامي مخلوف، الذي صرّح: "سأتعاطى مع الانتخابات كأي مواطن عادي، بل وسأعتبر نفسي ابن خال لأي رئيس قادم".

ونشر زياد الصوفي تعليقا حول الموعد المقرر للانتخابات "في الدستور الأسدي الموعد الأساسي للانتخابات هو 5 حزيران، ولكن تم إقرارها في 3 حزيران وذلك لتجنب تزامنها مع ذكرى النكسة، يا أخي قيادة حكيمة بيعرفوا إنو نكستين على الرأس بتوجع".

من أنتم؟

اختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين تأييد أو معارضة ترشيح بشار الأسد، ولكن اتفقوا في رفض المرشحين، الحجار والنوري. واستخدمت الصفحات المؤيدة منطق القذافي: "من أنتم؟"، وعلقت بعض الصفحات على شعار الحملة الانتخابية للمرشح ماهر الحجار، وعنوانها: "التغيير ضرورة"، بالقول: "من أنت لتغيّر في سورية، لا تغيير إلا على يد الرئيس بشار الأسد".

وتناولت صفحات المعارضة المرشحين بخفة ظل، إذ جاء التهكم على الحملة الانتخابية لرجل الأعمال حسان النوري، الذي اختار" الاقتصاد الحرّ الذكي"، شعاراً للحملة، فكان أن انطلق هاشتاغ بعنوان، "# انتخبوا- النوري أو رح يفلس كل سوري". وتداول رواد الفيس بوك صورته إلى جانب الشعار، وجاء تعليق أحد الناشطين عليها، "شو قصدك يعني؟ أن سيادتو ما عندو تعددية اقتصادية؟ أن سيادتو وولاد خالته سارقين البلد؟ مو ناقص غير تقول سيادتو عم يسرق بترول الدولة ويحطه بجيبته".

المساهمون