داخل مقر صغير يتسع بالكاد لأعضاء الفرقة، يعكف ماجد (31 عاماً) على تعليم الصغار الـ"باتو كادا"، وهو لون من موسيقى الشارع يمتزج بين الأفريقي واللاتيني، بدأ مع احتلال أميركا اللاتينية عندما تم إرسال الآلاف من الأفارقة للعمل هناك. وتنتشر جمعيات الباتو كادا حالياً في عدد كبير من دول العالم، ويقع مركز الجمعية الأم في أستراليا.
وتعمل الجمعية على التأهيل النفسي للأطفال والمراهقين عن طريق الموسيقى، وذلك بإدماج الأطفال الذين يواجهون مشاكل نفسية أو أسرية، في تعلم الموسيقى، لمنعهم من الانحراف والاتجاه للجريمة. وقد نجحت الفرقة في إعادة تأهيل عدد كبير من الشباب والأطفال الذين كانوا قد اتجهوا لذلك السلوك بالفعل.
يقول ماجد إن "المدرسة تقوم بالتواصل المستمر مع أُسر هؤلاء الأطفال والمراهقين لمعرفة سبب المشكلة التي يُعانون منها، والتي في الغالب ما تكون الفجوة الزمنية وفرق التفكير بينهم وبين ذويهم، ثم يتم عمل برنامج لتدريبهم على الموسيقى وإعادة تأهيلهم نفسياً، لتجاوز تلك المشكلة، وقد نجحت المدرسة مع العشرات من هؤلاء، وحالياً هم أعضاء في الجمعية والفرقة الموسيقية".
أصبحت الفرقة أحد معالم البهجة في المدن المغربية، وهو ما ينعكس بالإيجاب على الأطفال والشباب أعضاء الفرقة، ويتم تمويل أنشطتهم ذاتياً عن طريق إحياء الحفلات والمناسبات، ومنها أيضاً يتم عقد مهرجان سنوي للفرقة يحضره أعضاء جمعيات الباتو كادا من دول العالم، كما يُشارك أعضاء سمارت آرت في المهرجانات المشابهة في الخارج مثل مهرجان مايوركا وملتقى سانتوكا.