"سبعة رجال مراكش": مقامات المدينة

31 يوليو 2020
(رسم لمراكش عام 1838، Getty)
+ الخط -

كان هنري دوكاستري أحد أبرز ضباط الجيش الفرنسي المنشغلين بالتاريخ والجغرافيا، الذين شاركوا في المسوحات الطبوغرافية في الجزائر والمغرب لفترة طويلة، ما مكنّه من التجوال وجمع المعلومات والروايات الشعبية التي ضمّنها في عدد من مؤلّفاته.

وضع العسكري والمستشرق الفرنسي (1850 - 1927) كتاباُ بعنوان "مصادر غير منشورة للتاريخ المغربي" والذي يعود فيه إلى الحكم الإسلامي في الأندلس مروراً بسقوط غرناطة، والصراعات التي دارت بين الدول التي حكمت المغرب وبين ملوك إسبانيا.

ضمن سلسلة "مراكشيات"، صدرت عن "مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال" بمراكش النسخة العربية من كتابه "سبعة رجال مراكش" بترجمة محمد الزكراوي، والذي يتناول سيّر سبعة من الفقهاء والقضاة الذين تقع أضرحتهم في المدينة.

جمَع بين هذه الأعلام نزوعم نحو التصوّف وتفرّغهم للعلم والتأليف

جمَع بين هذه الأعلام نزوعم نحو التصوّف وتفرّغهم للعلم والتأليف في مجالات الحديث والفقه والتاريخ واللغة، بحسب الكتاب الذي يتتبّع مواطن دفنهم ومواليدهم ووفياتهم، وكذلك نبذة عن سيرتهم، معتمداً في ذلك على التدرج التاريخي من الأقدم إلى الأحدث.

يشير الباحث المغربي حسن جلاب في تقديم الكتاب إلى أن "مقالة دوكاستري عن سبعة رجال مراكش تدل على الاهتمام الذي أولاه الباحثون الأجانب للمغرب تاريخاً وسياسة واجتماعاً، ودقّقوا في كلّ ما له علاقة بالمغاربة للمزيد من معرفتهم تسهيلاً لاستمرار حمايتهم واحتلال أرضهم. وقد انتهى عهد الحماية وبقيت هذه الأبحاث المفيدة والموضحة لكثير من جوانب تاريخ أمتنا العريق".

غلاف الكتاب

ويوضح أن "هنري دوكاستري يعدّ واحداً من أهم الأجانب الذين أنجزوا دراسات مهمة عن المغرب تاريخاً وحضارة وديناً، فقد جمع الوثائق غير المنشورة عن المغرب والموجودة في بلدان أخرى كفرنسا، وهولندا، وإنكلترا، وإسبانيا، والبرتغال، في كتابه".

ويضيف: "هنري دوكاستري كان عسكرياً برتبة عقيد. كما كلف بمهمة مؤرخ مستشار لدى الإيالة الشريفة. له دراسات تاريخية وإسلامية نشرها في مجلة "هسبريس"، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا عن سبعة رجال مراكش"، مشيراً إلى أنه لم يكن هو الوحيد الذي أثار هذا الموضوع فضوله، فقد كتبت عنه العديد من المؤلفات.

يحتوي الكتاب أربعة فصول، هي: "الأولياء في الإسلام"، و"سبعة رجال رجراجة"، و"سبعة رجال مراكش": القاضي أبو الفضل عياض اليحصبي، والإمام عبد الرحمن السُّهيلي، وسيدي يوسف بن علي الصنهاجي، وسيدي أبو العباس السبتي، وسيدي محمد بن سليمان الجزولي، سيدي عبد العزيز التباع، وسيد عبد الله بن عجال الغزواني، و"ترتيب زيارات المقامات السبعة" إلى جانب جريدة المصادر والمراجع.

المساهمون