يُعتبر "مهرجان سالزبورغ"، في المدينة النمساوية التي تحمل نفس الاسم، أهم محطّة فنية سنوية في عالم الموسيقى الكلاسيكية حيث انطلق في 1920، وهو ما يعني أن دورة هذا العام تمثّل مئوية المهرجان وكان من المنتظر أن تكون حدثاً مضاعفاً غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن المنظّمين والموسيقيين والجمهور.
كان البرنامج الأصلي للمهرجان يتضمّن 222 عرضاً بين حفلات موسيقى سيمفونية وعروض أوبرالية، وكان المشاركون موزّعين على 80 بلداً بحيث تكون المئوية حدثاً عالمياً بحق، لكن دورة 2020 لن تنتظم إلا بنصف ذلك، حيث أن عدد العروض تقلّص إلى 110 ولن تشارك إلا الفرق الأوروبية، وفي الغالب من البلدان القريبة من النمسا، بسبب تعقيدات التنقّل مع إجراءات الوقاية من انتقال "كوفيد-19" بين البلدان والقارات.
من حسن حظ المنظّمين هنا أن الموسيقى الكلاسيكية لا تزال ظاهرة فنية تتمركّز في أوروبا أساساً، لكن دورة هذا العام كانت ستُظهر قيمة حضور أسماء من روسيا واليابان والصين والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، أسماء استطاعت أن تكسر ذلك الاحتكار الأوروبي للموسيقى الكلاسيكية.
تغيب عن المهرجان، أيضاً، الفرق الإيطالية وهو وجه آخر من وجوه تقليص إشعاع دورة المئوية، فكلّ متابع للموسيقى الكلاسيكية يمكن أن يتساءل أي معنى لها دون بلدها الأم إيطاليا؟ ينعكس هذا الغياب في حضور نمط الأوبرا في المهرجان حيث لن نجد سوى عملين الأول لـ موزارت والثاني لـ ريتشارد شتراوس، علماً أن الأخير كان من بين مؤسّسي التظاهرة.
يتواصل المهرجان حتى 30 من الشهر الجاري، ومن أبرز عروضه: السوبرانو آنا نيتريبكو، والتينور يوسيف إيفاسوف، وعرض خوان دييغو فلوريث، كما سيجري تقديم أجزاء من أعمال كبرى سبق وعُرضت في "سالزبورغ" على مدى قرن من الزمن.