"زي طيران الفراشة ع الشموع"!

06 اغسطس 2015
ما بالني أتذكر كلمات أغنية لـ"فايزة أحمد"؟ (مواقع التواصل)
+ الخط -
قضيتُ شطراً ليس قليلاً من عمري أسمع الأغاني، وإن لم يكن هذا يعني رضاي عن هذه الفترة، ولا عن كثير من المعاني المخفية خلف الإيقاع الموسيقي اللغوي لتلك الكلمات، بخاصة مع "تضافرها" مع الألحان الموسيقية. وكنتُ وما زلتُ أرى أن عشرات، إن لم يكن مئات الأغاني التي نطرب لها حتى اليوم، وبقيتْ لدى وجداننا منذ ما اصطلح بتسميته "زمن الغناء الجميل".. كنتُ وما زلتُ أرى أن آلاف الكلمات والجمل والتعبيرات في تلك الأغاني "العظيمة" التي طبقت شهرتها الآفاق لو أننا استمعنا إليها مجردة من الموسيقى، و"كأننا" نسمعها للمرة الأولى.. مُتناسين أن مؤلفها فلان أو علان، رحم الله من مات منهم وأعان من ظل على قيد الحياة، لو أننا نسينا من المؤلف، والأغنية واستمعنا إلى الكلمات "مجردة" فلربما "صعقنا" من حجم المباشرة و"التردي" اللغوي الذي طالما استرحنا إلى الاستماع إليه كمسلمة نقر لها بالجمال دون أن نعي، هل تستحق إقرارنا أم لا..


لكي تختبر الأمر، ليس لدي "حيلة" محددة سوى أن "أهديك" طريقة كانت محببة إلي شخصياً.. أن أغمض عيني تماماً، وأتذكر كلمات أغانٍ أسعدتني، لارتباطها بذكرى خاصة معي في المقام الأول، وإن كانت لـ"أساطين الطرب" ثم أدقق في الكلمات.. وفي الكلمات التي كان يكتبها أخي الصغير في ثانوي.. بمنتهى الركاكة في كشكول خاص.. فلما كنتُ أسأله ما هذه "الخرابيش"؟ كان يقول على البداهة: إنها مثل أغاني فلان وعلان وعلانة وترتانة التي تسعد وتهتز لها لولا إنها من غير موسيقى.. وغناء الذين "تحبهم"!

لكن للأمانة المطلقة فإن القاعدة تم خرقها منذ سنوات، لكنها تعاود القلب في مثل هذه الأيام بمجيء الذكرى "السنوية" لها.. فعقب قصة أليمة.. تم فيها، وصاحب هذه الكلمات في عرض الطريق.. سرقة محفظته المعنوية في "قلبه".. ومطواته برأي "عبلة كامل" في اللمبي الجزء الأول.. النسخة الأولى إذ تبعت الفيلم أجزاء ونسخ سواء لبطله أو آخرين، المهم رغم كون "مطواتي".. لساني بفمي، وقلبي بأعماق صدري، وقد اجتزتُ محطات سرقة القلوب بتعدي الأربعين، ثم بخط دفاع أول بزواجي زواج "صالونات" محترم من سيدة فاضلة لا أعدل الدنيا بها، ثم خط دفاع ثانٍ بوجود "صبية" صغار أكبرهم يخطو بثقة نحو المراهقة، ولا يرحم أباه إن قيل له إنه كتب حرفاً في كلمة بها إشادة بعلاقة، ولو عفيفة بين رجل وامرأة، ثم خط دفاع ثالث بتعففي عن النظر إلى فتاة أو امرأة اللهم إلا نظرة العمل، أو محاولة مد يد العون.. وكانت خطوط الدفاع مع تراجع شعر الرأس إلى الخلف تزداد ضراوة.. وكذلك "رتوش" أخرى أهميتها لا حد لها لدي في انتهاء مرحلة "صد مراهقات الأخريات" وبالتالي عدم معاناتي مع كبح جماح "مراهقاتي" في مثل هذه السن..

ولكن الذي حدث إنني نُشلتْ بالفعل.. تم نشل قلبي عن صدري.. وإجلائه عني.. وأنا الذي "استنكف" من ارتداء مجرد "دبلة" بـ"جوز" جنيهات بُله في أصبعي، فالأمر أكثر من واضح، ولكنني تم نشلي.. دع عنك إن من نشلني ليست واحدة بل منظومة.. قل ما تشاء من أعذار.. كونك في غربة آنذاك.. كون "الناشلة" احتمتْ بمجموعة من اللصقاء بها، في النهاية تم نشلي وتوريطي، من باب العطف أولاً أو الشفقة ثانياً.. ولكن قدمك جاءت في الطريق يا "معلم"!

بعد حين اتضح أن المفردات التي بيني وبين العائلة أو الفتاة الناشلة، أيهما تختار ليس هذه هو المهم بل الأهم.. انهم يريدونك وفق منظومة تجردك من عمرك الماضي كله.. وهو ما تلاشيتُه في سن العشرين، أوَ أقع فيه في خريف العمر!

مانعتُ فلما اشتد الضغط، وكان بيني وبين "المتألقة" بالمحبة ثم "العداوة" اضطرتُ لاستعادة "الشاب" القديم المتألق بـ"الجرأة" في الرد. وإن كان هذا تم في أجواء خاصة من السرية إلا انه تم والسلام وانقطع الحبل "السُّري" إلى الأبد.. وحزنتْ "البنية" يومين ثم استفاقت وعادت والأهل إلى الطريق بالبحث عن "آخر" يتم "فرد الشباك عليه".. ولعل هذا تم الآن بنجاح، والتحم، خط جاري التنفيذ، معلناً تمام التنفيذ، بالفعل، برأي ولغة عبقري زمانه اليوم "الكمبيوتر"..

ولكن ما بالني أتذكر كلمات أغنية لـ"فايزة أحمد"؟ بخاصة كلمات..
زي طيران الفراشة على الشموع
باعرف إني أروح وما أعرفش الرجوع

ولكن ما بالني وقد "أجليت" "تلك" المقتحمة عن نفسي وقلبي وصدري بل حياتي إلى الأبد؟وخسرتُ عدة آلاف من الجنيهات ليس من الصعب أن أخسرها في المستوى العادي أو حتى الاستثنائي؟ وبعد مشاجرات مع الأهل من الطرفين دامية، وبعد سب ولعن من الطرفين، وشاركت "الهانم" فيها ببحة لسان جعلتني "ألعن" ذلك الأحمق فيّ الذي ظن قرب مغيب شمس حياتي إن مثلها يمكن أن يتغير أو أن يجيء منه خير!

ولكن ما بالي وأنا كلما تذكرتُ طرفاً من أفعالها استحييتُ من نفسي أن قررتُ للحظة قرن اسمها باسمي، بحال من الأحوال؟ ولكن ما بالي وأنا أعرف إنها كـ"الفراشة" لكن من نوع ولون آخر..؟

ما بالني أراني استريح رغم الفاصل المكاني والزمني.. لمجرد تذكر مئات محاولاتها لجذب نظري؟ وكلماتها الحادة "المتعجرفة" عن قسوة قلبي وظلمي لها.. مع أنني أعرفها منذ أقل من الشهر فقط.. أو كنتُ أعرفها؟!

ولكن ما بالي أتذكر كلمات الصديق عن كونها "عشق" حقيقي لم ألتقه في الحياة؟
مع أني كنتُ أظن أنني عرفتُ ألوان طيف الفتيات.. ونادراً ما لم أكن البادىء بالقطيعة؟!

ما بالي أتذكر كل المرات التي صممتُ فيها على قطع علاقة في مهدها.. رغم توسلات صاحبتها عبر الأصدقاء.. وكانت حجتي أني أحافظ على قلبي من شتات التيه تحت كرف ثوب فتاة من كانت، لن تعرف أنها سوف تجعل فراشي يذوب في الشموع!

ولكن ما بالي أتذكر زميلة في عمل حكومي، لم أحبه، وهي تحدثني اني "كسرت" قلب زميلة آنسة ولسوف يبتليني الله قبل موتي.. بمن ستكسر قلبي "شريطة ألا تكون قد رضعت لبن أمها" علامة على رد مستحق لي في حياتي نظير ما رأته الزميلة المتقدمة العمر رد لإجرامي في زميلة "استلطفتني" باللفظ المخفف؟

ولكن ما بالي "أحن" لـ"نقار" سارقة قلبي.. رغم مُرّ تجربتي معها!
هل لإنني عبتُ معاني أغانٍ كثيرة فابتليتُ بهذا المعنى الذي طالما رأيتُه أبلهاً: "زي طيران الفراشة على الشموع"!
ومن عايب أبتلى.. كما قال الحكماء الشعبيون قديماً!

أم لأنها ديون الحياة.. أخذتُ منها "كثيراً" بصدي قلوباً لم أكن مهيأ لاستقبالها.. فردتها الحياة إلي بقلب فرض نفسه في وقت لم أكن مهيأ إلا لطرده.. ولإنه فعل المستحيل لئلا يخرج بقي "خرطوشه" بنفسي فاتورة ألم سنوي ترهقني.. ولكن "الفواتير" تراكمت علي!

(مصر)
دلالات
المساهمون