"زهرة الحكايا": خطابية الواقع

18 نوفمبر 2014
من العرض
+ الخط -

بمضمون تقليدي ومكرّر، وشكل يستند إلى مرجعية رمزية، وتشكيلات بصرية إيمائية، عُرضت، أول أمس، مسرحية "زهرة الحكايا"، لمخرجها العماني يوسف البلوشي، ضمن فعاليات الدورة الـ21  من "مهرجان المسرح الأردني" في عمّان، والذي تتواصل فعالياته حتى 24 من الشهر الجاري بمشاركة عروض محلية وعربية.

تتمحور أحداث المسرحية حول زهرة، الفتاة التي تصاب وهي في العاشرة من عمرها بحمّى، تتسبب بسقوط شعرها، لتصبح صلعاء. وخوفاً من الناس، الذين قد يجعلونها أضحوكة يتسلون بها، يؤثر والداها إعلان موتها، لتظلّ حبيسة غرفتها وتقاليد مجتمعها.

تتمرّد زهرة، محاولةً كسر قيود المجتمع الذكوري؛ فتصرُّ على الخروج من البيت/ السجن، بيد أن رصاصة والدها تضع حدّاً لـ"عنادها".

قُدّمت هذه الحكاية البسيطة برؤية سينوغرافية متقشفة؛ فديكور المسرحية اختُزل بـ"سجن"، تحركت دلالته بين غرفة زهرة تارة، وبين المجتمع ومعتقداته تارة أخرى. وعلى الرغم من حضور الخطاب المباشر في المسرحية، إلا أن البلوشي حرص على تقديم مجموعة من التشكيلات البصرية التي اختزلت الكثير من منطوق النص، خصوصاً تلك التي ارتبطت بطفولة زهرة.

ولعلّ أبرز تلك التشكيلات تتمثّل في ختام المسرحية، إذ تُقتل زهرة، وتُرفع بعد ذلك على النعش من قبل رجال يجسّدون المجتمعات الشرقية بصرياً. ومن ثمّ تقف الفتاة وهي فوق نعشها، لتنفتح عليها السماء ضياءً ونقاءً وبياضاً، ثمّ يختتم العرض، ويضاء المسرح على المشهد نفسه، في دلالة إلى ديمومته وصيرورته.

فشلت لغة المسرحية في مقاربة الواقع، سواء من حيث بنائها أو شكلها. فإضافة إلى إيقاع العمل البطيء، كانت لغته فصيحة، بما لا يتناسب مع شخوصه، وشاعت فيها المباشرة والخطابية، إضافة إلى كثرة الأخطاء النحوية في الحوارات.

دلالات
المساهمون