"رقص ميديا": اختمار الغد في عوالم أخرى

04 ابريل 2019
من المعرض
+ الخط -

ما الذي يربط بين المولوية والتحوّلات الكبرى التي تعصف بالعالم؟ وكيف يمكن تفكيك التبدلات في بنى الاقتصاد والزمن واللغة، وتقديمها ضمن مقترحات بصرية ونظرية نقدية تتناول راهن المدينة المعاصرة وطبيعة العلاقات الإنسانية فيها؟

هذه التساؤلات وغيرها قادت إلى أن تكون "رقص" هي المفردة المناسبة في اللغات العربية والأوردية والفارسية للإحالة إلى الدوران الذي تمثّله حركة والتفاف الدراويش، والتي اختارها ثلاثة فنانين هنود هم: جيبيش باغشي ومونيكا نارولا وشودابراتا سينغوبتا عام 1992 اسماً لمجموعتهم، لتعبّر اختصاراً عن طرحهم تلك "الأسئلة النادرة".

في معرضهم الجديد؛ "مجموعة رقص ميديا: تبقى عوالِم أخرى" الذي افتتح في الحادي والعشرين من الشهر الماضي في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة، ويتواصل حتى نهاية تموز/ يوليو المقبل، يشتغل الفنانون على الطاقة التي ترمز إلى مدينة الدوحة في سياق تطوّرها المستمر، وشبكات الناس، والمواد الخام المتنوعة.

الأعمال التي تمزج بين الأفلام الوثائقية ووسائط الفن المعاصرة والكتب التوضيحية لا تنفصل عن مركز "سراي" الذي أنشأته المجموعة لدراسة المجتمعات النامية في دلهي، حيث يهتمّون بتأثير النظم الاقتصادية والعوامل الاجتماعية في إجراء البحوث الحضرية لقضايا عديدة منها حياة المهاجرين في أوروبا أو المخلّفات الصناعية أو جدل الابتكار والأخلاق أو التعامل مع اللغة أو تداعيات العولمة.

يتضمّن المعرض الذي ينظّم ضمن فعاليات "العام الثقافي الهند قطر 2019"، ثلاثة عشر عملاً تركيبياً أُنتجت بين عامي 2011 و2019 وتشمل عروض فيديو ومنسوجات ومنحوتات، منها خمسة أعمال من سلسلة "دوحاتٌ للدوحة" التي تعكس فكرة "اليوم هو اختمار الغد".

أما عمل "إلى الناس" فصُمّم من السجاد الكثيف ويظهر فيه الأشخاص على شكل حشود رقمية غير واضحة المعالم، في إشارة إلى تنوّع السكان في الدوحة والشبكات الرقمية الآخذة في التوسّع، وتستكشف أعمالٌ أخرى في المعرض تلك الصلات القائمة بين الكائنات الحية والعالَم الطبيعي ومفهوم الزمن الجيولوجي والكون، إلى جانب مشروع "برج الدوحة" الذي تُستخدم فيه الأضواء لتوضيح النمط المعماري لهذا المبنى.

تستند المقاربة الأساسية لـ"رقص ميديا" إلى الإصرار على رؤية الماضي والمستقبل والحاضر من دون أي نوع من التسلسل الهرمي لمفهوم الوقت الذي يجري التعامل معه كأنه متاهة من خلال البحث عن انعكاسه بطريقة غبر مباشرة على المكان، وجعل المفاهيم تبدو أوضح كصورة وفكر.

تُعيد الأعمال المعروضة معالجة مفهوم التطوّر الإنساني والموارد الطبيعية المتوافرة، مع الأخذ بالاعتبار الحراكات التاريخية والمعاصِرة للشعوب والتغيرات الحاصلة في الطبيعة، ضمن محاولة دؤوبة لاستقصاء ما يتعذّر قياسه.

التفكير بالدوحة كمدينة، يأتي على غرار مشاريعهم التي قاربت مدناً آسيوية أخرى مثل نيودلهي وشنغهاي وغيرهما، حيث يسير التاريخ والأسطورة بشكل موازٍ مع التطوّر الحضري للمكان وشبكات التواصل الإنساني فيه، والنظر إلى المستقبل متعدّد اللغات والوجوه والأزمنة.

 
دلالات
المساهمون