"هيومن رايتس ووتش": القوات العراقية أفرطت باستخدام القوة ضد المحتجين

24 يوليو 2018
طالبت المنظمة القوات العراقية بتنفيذ القانون (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أنّ القوات العراقية "استخدمت القوة القاتلة والمفرطة إلى حد كبير" ضد المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بالخدمات والوظائف والماء والكهرباء، مشيرة إلى أنّ بعض التظاهرات قوبلت بممارسات عنيفة.

وأوضحت المنظمة، ومقرّها نيويورك، في تقرير، اليوم الثلاثاء، أنّ استخدام القوات العراقية للعنف تسبّب بمقتل عدد من المتظاهرين، وإصابة العشرات، بينهم أطفال، تعرّضوا للضرب بأعقاب البنادق.

ولفت التقرير إلى قيام قوات عراقية بإطلاق الذخيرة الحية على المحتجين، مؤكداً فرض قيود صارمة على محاولات العراقيين للوصول إلى المعلومات عن طريق الإنترنت.

ونقل التقرير عن سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الأوسط، قولها إنّه "على السلطات العراقية إجراء تحقيق موثوق ومحايد في ما يبدو أنّه استخدام مفرط للقوة القاتلة في البصرة"، جنوبي العراق، مبيّنة أنّ "الحكومة لم تعالج مظالم المحتجين الذين ما زالوا في خطر بسبب التظاهرات الدموية التي أصبحت أمراً واقعاً".

وأكد التقرير حصول المنظمة على معلومات تفيد بحصول عمليات اعتقال تعسفية للمتظاهرين، مشيراً إلى قيام مسلحين بقتل المحامي جبار محمد كرم الذي كان يعمل للإفراج عن محتجين اعتقلوا في تظاهرات البصرة.

وأوضح أنّ شهوداً قدّموا صوراً ومقاطع فيديو لعناصر في القوات العراقية يرتدون الزي الرسمي، وهم يقومون بضرب المتظاهرين بعصي وأنابيب معدنية وبلاستيكية من أجل تفريق الحشود، فضلاً عن الاعتداء على صحافي كان يجري مقابلة، مؤكدين كذلك قيام مليشيا "بدر" بإطلاق النار على المحتجين وقتل أحدهم.

ووفقاً للتقرير ذاته، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي، إنّه "حتى التاسع عشر من يوليو/تموز الحالي، قتلت قوات الأمن ثلاثة متظاهرين، وأصابت اثني عشر آخرين، وأطلقت النار والغاز المسيل للدموع عليهم".

وأوضح أنّ القوات العراقية ألقت القبض على عشرات المتظاهرين الذين ما زالت تحتجزهم، من بينهم طفلان على الأقل، سيتم اتهامهم بتدمير ممتلكات حكومية، والهجوم على قوات الأمن.

ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" القوات العراقية، إلى تنفيذ القانون وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية، مبيّنة أنّ هذه المبادئ تشدد على أنّ تنفيذ القانون يجب أن يتم بدون وسائل عنيفة.


وأعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أمس الإثنين، عن دعمها لمطالب المحتجين العراقيين، مؤكدة في بيان، أنّها "تدعم حق الشعب العراقي في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي".




وتشهد العاصمة العراقية بغداد، والمحافظات الجنوبية في البلاد، منذ 8 يوليو/تموز الحالي، موجة تظاهرات شعبية، احتجاجاً على سوء الخدمات وازدياد البطالة وتفشي الفساد، قابلتها القوات الأمنية بالقوة، ما تسبب بمقتل وإصابة مئات العراقيين، بينهم أطفال.

المساهمون