"ذا تايمز": مقاتلو "داعش" البريطانيون فروا إلى تركيا

27 ديسمبر 2017
تشير التقديرات إلى وجود آلاف الفارين (Getty)
+ الخط -

نقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" وضباط مخابرات أجنبية، أن الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين انضموا لصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، في العراق وسورية، تمكنوا من الفرار من المناطق المحاصرين فيها على الحدود العراقية السورية، ليجدوا مأوى لهم في الصحارى النائية جنوباً أو في تركيا شمالاً.

وتأتي هذه التقديرات بوجود الآلاف من الفارين رغم الأعداد الكبيرة من قتلى "داعش" التي أشارت إليها التقارير الغربية، إضافة إلى نحو 6 آلاف مقاتل عادوا إلى بلدانهم الأصلية. وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد قدرت أعداد المقاتلين الأجانب في "داعش" عام 2015، بنحو 40 ألفاً قادمين من 110 دول ومنهم 5 آلاف أوروبي. ولكن البنتاغون عاد وصرّح بأن عددهم 25 ألفاً.

ولا يزال مصير هؤلاء المقاتلين الأجانب يلفه الغموض، فعلى الرغم من فقدان التنظيم السيطرة على الأرض، لا يبدو أن أعداد القتلى من الأجانب في صفوف التنظيم، أو من سلموا أنفسهم، تتوافق مع الأرقام المطروحة عنهم. وهو ما يعكس أمراً من اثنين إما أن تكون أعداد هؤلاء المقاتلين مبالغاً فيها، أو أنهم فروا إلى مناطق أخرى.

كما أن تصرفات قوات التحالف على الأرض تعارض التصريحات التي يخرج بها مسؤولوهم بضرورة تصفية مقاتلي "داعش" الأجانب في أرض المعركة، حيث أشرف التحالف على صفقات بين القوات المحلية في كل من العراق وسورية، والتي سمحت لقوات "داعش" المحاصرة بالفرار إلى مناطق أخرى.

وبحسب الصحيفة، كانت أهم هذه الصفقات، خلال عملية استعادة الرقة خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول، عندما سمح للآلاف من مقاتلي "داعش" وعوائلهم، ومنهم العديد من المقاتلين الأجانب بالانتقال إلى الصحراء شرقاً، حيث لا يزال القتال جارياً.

ونقلت "ذا تايمز" في معرض تقصيها عن مصير البريطانيين في صفوف التنظيم، والذين بلغ عددهم نحو 850 شخصا، أن نحو 300 منهم يختبئون في تركيا هرباً من الملاحقة القانونية، بينما عاد نحو 400 إلى بريطانيا وقتل 150 في أرض المعركة.

وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" أن المقاتلين البريطانيين بدأوا الفرار باتجاه الحدود التركية مع سقوط الموصل والرقة. وأضاف "لدينا في سجوننا العديد من الفرنسيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، ولكننا نعتقد أن أغلب البريطانيين قد فروا من سورية".

وتعزز هذه التقارير مخاوف وكالات الاستخبارات الغربية من احتمال الهجمات الإرهابية في أوروبا، وتدفع بريطانيا إلى المزيد من التعاون الأمني مع تركيا. ويقوم الأمن التركي بتنبيه نظيره البريطاني بوجود جهاديين محتملين، على متن الرحلات القادمة منها، وتقوم المخابرات البريطانية باستجوابهم وملاحقتهم قانونياً، في حال وجود دليل على قتالهم لصالح "داعش".

ورغم أن ثلاثة فقط من أصل أربعين هجوماً شنها التنظيم في أوروبا منذ العام 2015، نفذها متطرفون عائدون من العراق وسورية، إلا أن هذه الهجمات حصدت أكثر من نصف الضحايا.

لكن التقارير المنقولة من أرض المعركة تكشف أن البريطانيين العاملين في صفوف "داعش" لم ينخرطوا في القتال، بل عملوا في الصفوف الخلفية أو استخدمهم التنظيم لأغراض دعائية.

ويرى محللون أن المعاملة المختلفة التي تلقاها المتطوعون الأجانب، وقرار التنظيم بالسماح لهم بالفرار من المنطقة، شكل تحولاً مصيرياً في استراتيجية التنظيم، والتي تهدف إلى ضمان استمراريته على المدى الطويل. وهو ما دفع قوات التحالف الغربية أيضاً إلى تجنب القضاء عليهم كلياً بهدف متابعتهم، والحصول على معلومات استخبارية عن عمل التنظيم مستقبلاً.

المساهمون