دعت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم الأحد، حكومة لندن إلى ضرورة وقف "الدعم الجنوني" الذي تقدمه لصالح قطاع التعليم في مدارس الضفة الغربية وقطاع غزة.
وزعمت الصحيفة أن الدعم المقدم من بريطانيا لصالح قطاع التعليم الفلسطيني يذهب لصالح تعزيز "استهداف الإسرائيليين ويُحرض على القتل، من خلال تربية التلاميذ على الإرهاب وتشجيعهم على ممارسته".
وجاء في تقرير طويل نشرته الصحيفة، مُعززا بالكثير من الصور، أن 24 مدرسة بالضفة الغربية "تُمجد الشهداء" بتسمية تلك المدارس بقادة فلسطينيين، ناهيك عن رسومات لشهداء على جدران تلك المدارس، وعبارات مثل "أول الرصاص وأول الحجارة".
وقالت "ديلي ميل" في تقرير لمراسلها، اين بيريل، من مدينة الخليل الفلسطينية، إن "بعض إدارات تلك المدارس تُدرب تلاميذها على حفظ الشعارات النضالية والثورية، وتمثيل مشاهد مسرحية لقتل الجنود الإسرائيليين".
وادعت الصحيفة أن إدارات تلك المدارس "تنفق أموال المانحين البريطانيين والأوروبيين في غير مقاصدها، من خلال طباعة المواد التعليمية التي تمحو وجود إسرائيل عن خرائطها، عدا عن تشجيع المعلمين لتلامذتهم على محاكاة من سبقوهم من الشهداء في الانتفاضة الحالية".
وقالت الصحيفة ذات الميول اليمينية إنها "قلقة من توجيه تلك الأموال لصالح تلقين العنف للأطفال، عدا عن آلاف من الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية المستنكفين في غزة يتقاضون رواتب للسنة التاسعة على التوالي".
كما اعتبرت الصحيفة أن تنفيذ وزارة التربية والتعليم في الضفة لفعالية زراعة أشجار في ذكرى شهداء قضوا في انتفاضة القدس الجارية بمثابة "تخليد الإرهابيين".
ونشرت صحيفة "ديلي ميل"، في مارس/ آذار الماضي من العام الماضي، تحقيقا موسعا، زعمت فيه أن "ملايين الجنيهات التي تقدمها بريطانيا كمساعدات للسلطة تذهب كرواتب لأسرى "إرهابيين" وأسرهم".
كما ادعت الصحيفة أن جزءا من المساعدات المالية البريطانية المُقدمة للسلطة الفلسطينية يتم استخدامه كرواتب لـ"وظائف وهمية"، في حين "تصرفت السلطة في جزء آخر لبناء قصر لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله بتكلفة 8 ملايين جنيه استرليني".
وفيما يشبه التحريض من قبل الصحيفة، قال كاتبا التحقيق في صحيفة "ديلي ميل"، مارك وود ونيك كريفن، إن المساعدات التي تقدمها بريطانيا لأغراض الدعم الأجنبي، ومنها السلطة الفلسطينية، تذهب إلى من أطلقت عليهم "المتشددين والقتلة والقصور"، وإلى وظائف وهمية.
كما أطلقت "ديلي ميل" العام الماضي حملة على موقع البرلمان البريطاني دعت فيها المواطنين للتوقيع على عريضة تطالب بإلغاء المنح الخارجية التي تقدمها الحكومة البريطانية كمساعدات لحكومات أجنبية، وتصل إلى 12 مليار جنيه سنويا، ومن المُتوقع أن تصل إلى 16 مليار جنيه بحلول عام 2020.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن "تشديد سياسة صرف مساعدات السلطة الفلسطينية، بهدف منع استخدام تلك الأموال لدفع رواتب لأشخاص نفذوا عمليات ضد إسرائيليين أو لعائلاتهم".
وفي إطار السياسة الجديدة، فإن المساعدات التي تحول لدفع أجور مستخدمي السلطة ستحول فقط بعد إجراء فحص شخصي لمتلقي الراتب.
وجاء في بيان الحكومة البريطانية، آنذاك، أن مساعدة السلطة الفلسطينية، التي ستبلغ هذه السنة 25 مليون جنيه أسترليني، ستتواصل، لكنها ستركز فقط على المشاريع التي تدفع لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية، وتزيد من الاستقرار في الضفة، وتدفع حل الدولتين، وخاصة القطاعات الصحية والتعليم.
ومن المقرر أن تمنح وزارة التنمية الدولية نحو 25 مليون جنيه استرليني للسلطة الفلسطينية، خلال العام الجاري.
أما الدفعات المستقبلية فستعتمد على موافقة سنوية من قبل وزراء الحكومة البريطانية، بعد مراجعة مدى التزام السلطة بشروط صرف المساعدات.