"دون كيشوت كما نراه": دونَ البحث عن إسقاطات

13 سبتمبر 2020
من العرض
+ الخط -

كان للإجراءات الوقائية التي رافقت مدّ فيروس كورونا في تونس انعكاسات مباشرة على المسرح حيث توقّفت القاعات عن العرض، ولم ينظّم إلا عدد قليل من المهرجانات، ومنها تظاهرة "لنا المسرح" في مدينة صفاقس.

على خشبة "المركّب الثقافي محمد الجموسي"، عُرضت أمس ضمن التظاهرة مسرحية "دون كيشوت كما نراه" لـ الشاذلي العرفاوي، بأداء كلّ من عبد القادر بن سعيد في دور دون كيشوت، ومنصف العجنغي في دور رفيقه سانشو. 

مع مسرحيات أخرى قليلة، مثل "قصر السعادة" لـ نزار السعيدي و"سوق سوداء" لـ علي اليحياوي، نجحت "دون كيشوت كما نراه" في أن تصل إلى الجمهور نسبياً، حيث عرضت أكثر من خمس مرّات خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حين أن مسرحيات أخرى أنتجت في نفس الفترة (بين 2019 وبداية 2020) لم تُعرض بعد أو عرضت مرّة وحيدة قبل الحجر الصحّي.

قُدّم العرض بالعربية الفصحى ويعتمد على تركيب أشهر مشاهد رواية الكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس دون البحث عن إسقاطات مباشرة على الواقع التونسي، كما جرت العادة عند اقتباس أعمال من الأدب العالمي. يستفيد تركيب المشاهد هذا من تقنيات غير مسرحية كثيرة، أهمّها الفيديو ومن خلال ذلك نتعرّف على جزء من الأحداث بعيداً عن الأداء الجسدي للممثلين.

لعلّ أبرز ما يشدّ انتباه المتفرّج هو خيارات سينوغرافية عديدة، مثل اعتماد الدراجة النارية بدل الأحصنة دون تغيير في زمنية القصة الأصلية. من خلال هذه السينوغرافيا ننتبه إلى أن العرفاوي لم يبحث عن إعادة بناء الإطار المكاني المعرف للرواية (منطقة لا مانشا الإسبانية)، بل جرى ترك الخشبة شبه فارغة إلا من أغراض مبعثرة لها توظيفاتها المختلفة طوال العمل.

المساهمون