يجتهد السوريون في تركيا من أجل تصويب النظرة الخاطئة التي قادتها بحقهم أحزاب معارضة، لا سيما ما يتعلق بادعاء عدم التزامهم بقوانين الحظر والتباعد الاجتماعي، خلال تفشي وباء فيروس كورونا.
وفي هذا الإطار تتواصل حملة جمعية "البيت السوري حول العالم" التي اختارت شعار "درهم وقاية خير من قنطار علاج" بهدف التوعية في شوارع إسطنبول، حول مخاطر فيروس كورونا وضرورة التباعد الاجتماعي والحيطة، لا سيما مع الحديث عن مرحلة ثانية من الوباء.
فبعد وضع الأطباء والممرضين السوريين أنفسهم تحت تصرف وزارة الصحة التركية، لتقديم ما بوسعهم، من عون، قامت جمعية "البيت السوري حول العالم" الثلاثاء، بتدشين هذه الحملة.
وترافقت حملة "البيت السوري" بتوزيع كمامات بالمجان على الأتراك والسوريين والعرب، إلى جانب شرح نحو 30 متطوعاً من الجمعية للمخالفات التي يفرضها القانون التركي، بحال عدم ارتداء الكمامة والمخاطر المحتملة للإصابة بالوباء، بحال التساهل والإهمال وعدم استخدام المعقمات والتباعد والكمامة.
يقول أمين سر "البيت السوري حول العالم"، حمزة الصوفي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة لم تنته بعد، بل ستستمر سبعة أيام، بدأنا يوم الجمعة في حي الفاتح بإسطنبول الأكثر تواجداً للسوريين والعرب، وستستمر حتى يوم السبت المقبل، لتغطي أكثر الأحياء والساحات اكتظاظاً، فأمس كان المتطوعون في ساحة تقسيم الشهيرة".
وحول الشريحة الأكثر استهدافاً من الحملة، يضيف الصوفي، "آثرنا عدم التمييز، نستهدف جميع المارة بالشوارع والساحات، وطاول توزيع الكمامات الإخوة الأتراك أكثر من العرب والسوريين، كما قرأنا الشكر والدهشة بعيون الأتراك أكثر من سواهم، ونعتقد أننا حققنا الهدف المزدوج الذي رسمناه للحملة".
ويشدد الصوفي على "أهمية التوعية والحرص على عدم انتقال الفيروس للناس، وتصويب النظرة التي يؤثر البعض تسويقها عن السوريين وحتى العرب، سواء المتعلقة بالإهمال وعدم الالتزام بالقوانين أو التي تستهدف السوريين وجودياً عبر نسب البطالة ونسب الجريمة لهم".
ويلفت أمين سر الجمعية السورية، إلى أن تكلفة الحملة جاءت من أعضائها، إذ لا يأخذ "البيت السوري" تمويلاً أو مساعدات، بل يقوم على العمل التطوعي وبعض الاشتراكات من الأعضاء،كاشفاً عن توزيع نحو 4 آلاف كمامة، بينما أكثر من ألف كمامة ستوزع خلال الأيام المقبلة، كما يقول.
وفيما يتعلق بنشاطات مشابهة، يبيّن الصوفي أنّ "البيت السوري حول العالم" يقوم على تأهيل السوريين بتركيا، لجهة دورات تخصصية ولغات، ويقوم بحملات توعوية ومساعدات للمحتاجين، "فمثلاً، قمنا بالتزامن مع انتشار وباء كورونا بتركيا وفترة الحظر المنزلي، بتعميم أرقام فروع بيت السوريين بإحدى عشرة ولاية تركية، وخصصنا متطوعين لتقديم الخدمات للمنازل، خاصة لكبار السن الممنوعين من النزول إلى الشوارع، وللجميع ليس للسوريين فقط، وهذه أهدافنا منذ تأسيس الجمعية عام 2019".
وكان العاملون السوريون في القطاع الصحي بتركيا، قد تحركوا منذ تصاعد عدد الإصابات وتفشي الوباء، فنزل أكثر من 200 طبيب سوري، في مارس/ آذار الماضي، إلى شوارع مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود التركية السورية، واتخذوا مواقعهم لفحص المارة والمتنقلين في السيارات في نقاط الفحص والتفتيش الطبية التي أقيمت بالمدينة.
وتوسعت مشاركة الأطباء والممرضين السوريين لاحقاً، على ولايات أورفا وكيليس وأنقرة وإسطنبول التي دشن الأطباء السوريون فيها حملات مساندة للقطاع الصحي التركي، بالتنسيق مع مديريات الصحة في تلك الولايات.
وسلّط الإعلام التركي على وفاة الطبيب السوري محمد الشمّاع، بعد إصابته بفيروس كورونا خلال معالجته المصابين، بعد أن ترك حضوراً مميزاً خلال عمله في مستوصف لإحدى الجمعيات الخيرية بمدينة إسطنبول.