"دبي زمان".. أرشيف الدراما العربيّة وحنين المشاهدين

05 مايو 2015
عودة غوار وأبو عنتر (العربي الجديد)
+ الخط -
تأتي القناتان المتخصّصتان بالتزامن مع الإعلان عن هوية وشعار جديدين لباقة قنوات دبي للإعلام: "شبكة قنوات دبي للإعلام".

تخصيص قنوات للإنتاجات الدرامية ليس مستجدّاً على الشبكات التلفزيونية العربية، وسبق أن أنجزته شبكات تلفزيونية مصرية وسعودية وسورية.. وحتى إماراتية، حيث كان السبق لـ"مجموعة أبو ظبي للإعلام"، التي تضمّ مجموعةُ قنواتها قناةً خاصّة بالدراما، هي "أبو ظبي دراما"، فضلاً عن قيام قناتيها، "أبو ظبي الأولى" و"أبو ظبي الإمارات"، بتخصيص عدد من ساعات بثّها لعرض إنتاجات درامية محلية حديثة، إلى جانب الإنتاجات القديمة.

إلا أنّ "مؤسّسة دبي للإعلام" تسبق الشبكات الأخرى، بإطلاق قناة "دبي زمان"، وهي قناة تتجاوز الاحتفاء بدراما أيام زمان، كما فعلت عدّة قنوات عربية بشكل جزئي أو كلّي، للاحتفاء بذاكرة التلفزيون ومكتبته من دراما وبرامج وسواها.

وتكتسب قناة "دبي زمان" أهمّيتها أيضاً من كونها ستشكّل واجهة العرض لمكتبة وأرشيف تلفزيون دبي، الذي يتجاوز عمره اليوم أكثر من 40 عاماً، كان خلالها اللاعب الأساسي في إنتاج أهمّ الأعمال الدرامية العربية، الأمر الذي يرشّح قناة "دبي زمان" لتفتح نوافذ أرشيف غنيّ من كلاسيكيات البرامج والأعمال الدرامية والكوميدية، التي أنتجها تلفزيون دبي خلال فترة زمنية تقدّر بنحو ثلثي عمر الصناعة البرامجية والدرامية التلفزيونية العربية، إضافة إلى ما أنتجه من أعمال درامية سورية ومصرية ناجحة.

لا نذيع سرّاً إذ نقول إنّ المشاهد العربي مصاب، اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، بما يمكن أن نسمّيه نوستالجيا دراما أيّام زمان، وهو الأمر الذي يشهد عليه الحضور الإعلاني اللافت في عدد من المسلسلات القديمة، التي تعرضها القنوات التلفزيونية، وقيام عدد من شركات الإنتاج بإعادة إنتاج نسخ درامية حديثة عن مسلسلات قديمة، أنتجت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، ولاقت نجاحاً كبيراً كرّسها في الذاكرة.

ومن هذه الأعمال، على سبيل المثال لا الحصر: مسلسل "دليلة والزيبق" ومسلسل "أسعد الوراق"، اللذين أنتجتهما شركة "عاج" السورية، والمسلسلات البدوية "رأس غليص" و"وضحى وابن عجلان" و"نمر بن عدوان"، التي أعاد إنتاجها "المركز العربي للخدمات السمعية البصرية" في الأردن، وغيرها الكثير.

ربما يردّ البعض حالة الاحتفاء بالأبيض والأسود التلفزيوني إلى حالة الأسر التي نعيشها، نحن العرب، لنوستالجيا الماضي بكلّ ما فيه، إلا أنّ هذه النوستالجيا تتجاوز التوق لتلك الأيام، نحو الرغبة بمتابعة دراما شديدة الخصوصية والإخلاص لمحلّيتها، يحتلّ فيها المشاهد دور البطولة، لا دور المتفرّج من خلال شخصياتها التي تنطق باسمه.

جميعنا يدرك أنّ الدراما، سواء كانت وسيلة ترفيه أو حتى وسيطاً ثقافياً، تكتسب قوّةَ تأثيرها من حبل السرّة الذي يربطها بالمشاهد، ومن دون ذلك ستبقى مجرد صور متتالية، بتأثير تشويقي عابر، وذلك هو امتياز "دراما أيام زمان" بتواضع تنفيذها فنياً، على الدراما المعاصرة، المنتجة بأحدث تقنيات الصوت والصورة.

اقرأ أيضا:دبيّ تستبدل محمد عبده بأربعة شباب لاكتشاف المواهب

وكأن دراما أيام زمان، بإعادة عرضها، تعرّي دراما اليوم وتدينها. الأمر ذاته ينطبق على البرامج التلفزيونية، التي باتت تبتعد أكثر عن الفكرة وتقترب أكثر وأكثر من الصورة، بكلّ ما تفترضه من بهرجة وعوامل جذب. وذلك كله بعض من فضائل تخصيص قناة فضائية تستعيد روح التلفزيون قديماً.

وهو ما ستفعله "دبي زمان" من دون مونتاج، حيث ستعمد، وفقاً لتصريح أحمد سعيد المنصوري، المدير العام للقنوات التلفزيونية والإذاعية في مؤسسة دبي للإعلام، إلى "تقديم برامج تلفزيون دبي أيام زمان كما هي، وبالمذيعين والمقدمين والفقرات، بالإضافة إلى حفلات التخرّج وحفلات المناسبات العامة والأغاني الوطنية والأوبريتات الغنائية الخليجية والعربية".

ستعرض الدورة الأولى للقناة الجديدة عدداً من كلاسيكات الدراما العربية، حيث تتضمّن قائمة برامجها كلاً من المسلسلين المصريين "بكيزة وزغلول" و"الجريمة"، إضافة إلى المسلسل السوري الشهير "دليلة والزيبق"، والمسلسل الخليجي "الغوص"، كما تخصّص القناة فترة مسائية لعرض مسلسلات بدوية شهيرة، منها: "رأس غليص"، "وضحى وابن عجلان" و"ساري" و"نمر بن عدوان"... وهي أعمال فاقت شهرتها زمن عرضها، وبلغ صدى نجاحها حد إعادة إنتاجها مجدداً كما أسلفنا سابقاً.

كما تعرض قناة "دبي زمان" أشهر المسلسلات والأفلام الأجنبية القديمة، من بينها مسلسل "الرجل الخارق" وتخصّص سهرات نهاية الأسبوع لعرض مسرحيات وتمثيليات وأفلام نادرة.
وتعيد قناة "دبي زمان" عرض دراما أطفال الثمانينيات، حيث تقدم باقة من مسلسلات الكرتون، من بينها: "سندباد" و"غريندايزر" و"النسر الذهبي" و"عدنان ولينا" و"ساندي بيل". كما تعرض اثنين من أهم البرامج المنتجة خليجياً على مدار تاريخ التلفزيون، وهما "افتح يا سمسم" و"المناهل". إضافة إلى عرض مسرحيات الأطفال القديمة.

كما تستعيد القناة عدداً من البرامج المنوّعة القديمة، المنتجة في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت، ومن بينها "لقاء مع فنان" "استوديو 85"، وبرنامج "الفن فن"، إضافة إلى برامج المسابقات الرياضية "تيلي ماتش" والحصن والمصارعة الحرّة والملاكمة وغيرها.

وتتقدم القناة التلفزيونية خطوة على صعيد إعادة الذاكرة التلفزيونية، لتقدّم ذاكرة تتجاوز إنتاجات مربّع الشاشة الصغيرة، تنوي القناة عرض حفلات التخرّج القديمة ومباريات الدوري المحلّي في الثمانينات، وحفلات المدارس في الإمارات قديماً.

على هذا النحو تبدو قناة "دبي زمان" كما لو أنها متحف تلفزيوني حيّ، إذ تعيد عرض مكتبة تلفزيون دبي وأرشيفه للجمهور، وهي بالتالي قناة متخصصة بالزمن لا بمحتوى تلفزيوني محدّد، ولعلّ في ذلك ما يثير متعة المقارنة بين اليوم والأمس، ويوفّر ثقافة تلفزيونية مختلفة بكافّة المعايير والمقاييس.

اقرأ أيضا:دراما "دبي" الرمضانية: مسلسلات لكشف المستور.. وعودة "طماشة"
المساهمون