اقتحم عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فجر اليوم الأربعاء، فرع أمن الدولة التابع للنظام السوري، ومديرية المنطقة في مدينة تدمر، وباتوا على بعد نحو 300 متر من فرع الأمن العسكري، بعد قتل وجرح عدد من جنود النظام.
وأفاد عضو تنسيقية مدينة تدمر، خالد الحمصي، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "التنظيم سيطر، منذ ليل الثلاثاء، على كامل الحي الشمالي لمدينة تدمر، إذ لم يعد هناك تواجد لقوات النظام سوى في محيط فرن تدمر الآلي، والثانوية الصناعية على أطراف الحي"، مشيراً إلى أنّ "مقاتلي التنظيم اقتحموا مع ساعات الفجر الأولى، فرع أمن الدولة ومدير المنطقة، وقتلوا وجرحوا عدداً من قوات النظام، واقتربوا مسافة 300 متر من فرع الأمن العسكري من الجهة الغربية".
وأوضح الحمصي، أنه "خلال سيطرة التنظيم على المدينة، لم يهدأ قصف الطيران الحربي بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون، ما تسبب في دمار عدد من منازل سكان الحي".
وكانت قوات النظام السوري قد نقلت، في الأمس، أعداداً كبيرة من معتقلي سجن تدمر، إلى فرع الأمن العسكري في تدمر، في خطوة رأى فيها ناشطون سوريون أنها مرحلة أولى قبل زجهم في معركته ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
في سياقٍ متّصل، أشار الناشط الإعلامي نفسه إلى أن "الحي الشمالي ومحيطه يكاد يخلو تماماً من ساكنيه، بعد نزوحهم جراء القصف والاشتباكات، وبقيت بعض العائلات عالقة في بيوتها، من دون كهرباء وماء وهواتف أرضية".
ويخوض مقاتلو تنظيم "داعش" اشتباكات عنيفة في المنطقة، بعد تمكنهم قبل أسبوع من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومتراً من تدمر الاستراتيجية.
وتدمر مدرجة على لائحة تراث "يونيسكو"، وتضم آثاراً قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
وتقع المدينة على بعد نحو (215 كيلومتراً) شمال شرقي العاصمة وحوالي (160 كيلومتراً) عن مدينة حمص ونهر العاصي، وهي بهذا الموقع تتوسط البلاد، وتعد على الرغم من وقوعها في قلب الصحراء نقطة تقاطع بين العاصمة وحمص من جهة، ودير الزور وشرق البلاد من جهة أخرى.
اقرأ أيضاً: قبضة النظام السوري تتهاوى: خسائر شمال البلاد ووسطها