واصل تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش) التقدم نحو مدينة دير الزور، وأصبح على بعد أربعة حواجز لـ"الجيش الحر" و"جبهة النصرة" عن وسط المدينة.
وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة، تمكن التنظيم من دخول قرى عدة في ريف المدينة، في الطابية، والكسرة، والعكيدات، بحسب قائد أحد الألوية في المدينة، ويُدعى أبو أسامة.
وقال أبو أسامة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "مدينة دير الزور تعيش حالة من الرعب نتيجة تقدم داعش الذي هدد منذ فترة بقتل كل من لا يعطي الولاء له"، مشيراً إلى أن "المدينة تشهد قصفاً عنيفاً منذ صباح الجمعة، ترافق مع حركة نزوح للأهالي الذين تزايد عددهم بشكل كبير في الفترة الأخيرة حتى الوصول إلى 30 ألف عائلة، حسب إحصائيات المجلس المحلي للمدينة".
وأوضح أبو أسامة أن "كتائب المعارضة المسلحة المتواجدة داخل المدينة لا تملك الذخيرة الكافية لصد هجمات كل من قوات النظام وعناصر التنظيم".
وفي سياق متصل، قال الناشط الإعلامي، أبو موسى إن "جبهة النصرة وأحرار الشام سلّمت للجيش الحر بعض مراكزها في حي الجبيلة وسينما الفؤاد، وذلك من أجل إسناد باقي قواتها في المعارك المشتدة مع داعش في ريف المدينة".
ومع تصاعد خطورة سيطرة التنظيم على المدينة، أطلقت الهيئة الشرعية والقضائية في دير الزور، والهيئة الشرعية المركزية في مدينة الميادين، نداءات استغاثة إلى كل شخص قادر على حمل السلاح للتوجه للقتال ضد تنظيم "دولة العراق والشام".
وجاءت الاستجابة لنداءات قتال "داعش" سريعاً، إذ تحركت آليات ثقيلة عدة مرفقة بدبابات وعربات مدرعة من قبل لواء "مؤتة" المتمركز في ريف المدينة الشرقي لصدّ هجمات التنظيم.
وأفاد أحد الناشطين، من قرية الشحيل، أنه شاهد أكثر من 15 سيارة بالإضافة إلى عدد من الشاحنات الناقلة للدبابات تحركت باتجاه قرية جديد العكيدات التي تدور فيها معارك شديدة مع "داعش".
كما ذكرت صفحات التنسيقيات على مواقع التواصل الاجتماعي أن تعزيزات كبيرة وصلت من الرجال والعتاد إلى "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" التي تقود المعارك ضد التنظيم.
كما أوضحت بعض المصادر بأن العشائر التي تسيطر على آبار النفط في ريف المدينة الشرقي، عقدت اجتماعاً في اليومين الماضيين حول تشكيل قوة عسكرية تتجه لصد هجمات تنظيم "الدولة"، وذلك خوفاً من "سيطرة داعش على الآبار المنتشرة بشكل كثيف وخاصة في ريف المدينة الشرقي".
وكان تنظيم "داعش" قد حاول، منذ قرابة الشهر، الدخول إلى مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، التي تمت السيطرة عليها من قبل قوات المعارضة المسلحة قبل عامين، وجرى إخلاؤها من كافة المظاهر المسلحة لتصبح واحدة من أكثر المدن السورية المحررة هدوءاً وتنظيماً.
وقد هاجم أفراد "داعش" مدينة البوكمال، بعد عبورهم الحدود قادمين من العراق، وانطلقوا بعدها لشن حملات أخرى في المنطقة، مستهدفين مواقع "الجيش الحر"، حسبما نقل ناشطون.