"داعش" يستعد لمعركة الموصل: استقدام مقاتلين وتغييرات في القيادة

21 يناير 2015
تشكيك في قدرة الجيش العراقي على حسم المعركة(هيمن بابان/الأناضول)
+ الخط -

يجري تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) استعدادات عسكرية مكثفة لمعركة الحسم المرتقبة في مدينة الموصل، إذ يعتبر التنظيم أنّ هذه المعركة هي الحد الفاصل في طريق إقامة دولته، فيما يتخوّف المسؤولون العراقيون من خسارة المعركة وما لذلك من تأثير على العملية السياسية.

وتقول مصادر محلية في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش اتخذ أخيراً إجراءات عسكرية سريعة وتغييرات عدّة في صفوفه، في خطوة يرجح أن تكون ضمن إطار استعداداته لمعركة الموصل".

وتوضح المصادر أنّ "التنظيم استقدم أكثر من 3 آلاف مقاتل من سورية، إلى مدينة الموصل، ونقلهم إلى الجهات الجنوبية والشرقية للمحافظة، فيما أعاد توزيع ونشر بعض قطعاته، في وقت استبدل فيه بعض القيادات بقادة جدد". كذلك تشير المصادر إلى أنّ "التنظيم مستمر في حفر خنادق وإنشاء نقاط مراقبة على حدود المدينة".

من جهته، يرى القيادي في تحالف القوى العراقية، محمد العبيدي، أنّ "الحكومة العراقية تتحدّث عن قرب معركة الموصل، لكنّها في ذات الوقت تتخوف من أن تقدم عليها". ويوضح العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "معركة الموصل التي يعدّها داعش الحد الفاصل لإقامة دولته، تعتبرها الحكومة أيضاً المعركة الحاسمة التي قد تسقط فرص نجاح حكومة العبادي في حال فشلت".

ويرجّح العبيدي "تأخر معركة الموصل لشهور عدّة، لأن الاستعدادات الحكومية التي تجري الآن ليست بالمستوى المطلوب، فضلا عن أنّ الجيش العراقي لم يُرمم بعد. كما أنّه يعتمد على جهات خارجية في أغلب معاركه".

بدوره، لم يستبعد الخبير الأمني، أحمد السعيدي، أن "تكون الإجراءات التي أقدم عليها داعش، مناورة لجلب الانتباه إلى أنّه يستجمع قواه في الموصل فقط، ليهاجم محافظة أخرى بشكل غير متوقع". ويلفت السعيدي في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "داعش يخطط لمعاركه بشكل جيد، والدليل على ذلك نجاحاته الكبيرة التي أحرزها في العراق، لذا فإنّه يتحتم على الجهات المسؤولة ألا تنظر إلى حركاته بشكل سطحي، بل يجب أن تدرس أبعادها، وأن تتخذ على ضوء تلك الأبعاد خططاً مضادة تحبط ما يرمي إليه التنظيم".

ويشير الخبير الأمني إلى أنّ "داعش لم يفقد بعد زمام المبادرة، وأنّ لديه قوة لا يستهان بها في العراق وسورية، لذا فإنه قد ينسحب من منطقة لينقضّ على غيرها، وقد يشغل القوات المعادية في محافظة ما ليوسّع نطاق دولته في محافظة أخرى".

ويعتبر السعيدي أنّ "الحكومة العراقية، في المقابل، تفتقد للبعد الاستخباري، الذي يعدّ عصب المعارك، والذي توضع الخطط العسكرية بناءً على معطياته". وفيما يوضح أن "عوامل نجاح العمليات العسكرية تعتمد على البعد الاستخباري المفقود لدى الأجهزة الأمنية"، يشير إلى أن هذا الأمر "قد يضع البلاد أمام معطيات جديدة يفرضها الواقع الأمني في البلاد".

وكان مصدر سياسي مطّلع قد كشف في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن مساع حكوميّة تُبذل لعقد اتفاق سرّي مع واشنطن لإشراك قوات برية أميركية في تحرير الموصل.

وتتحدث الحكومة العراقية منذ فترة عن تحرير الموصل، وتعِد بقرب الهجوم عليها، فيما يشكك عسكريون وخبراء أمنيون في قدرة الجيش العراقي على حسم المعركة وتحقيق نجاحات في الموصل.

المساهمون