"داعش" و"البشمركة" يحاصران 300 ألف عراقي في الحويجة

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
20 فبراير 2017
CC70886D-5F14-4F3C-8980-C066858B0331
+ الخط -

يعاني نحو 300 ألف عراقي محاصرين في بلدة الحويجة، بمحافظة كركوك (شمال)، من أوضاع إنسانية صعبة، بالتزامن مع تعرضهم لإجراءات تعسفية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما تعاملهم قوات "البشمركة" الكردية بقسوة وتعتدي بالضرب على كل من يحاول الهرب.

وأثار انتشار مقطع فيديو يظهر عناصر أمن كردية تعتدي على نازحين من الحويجة بالضرب والسب والإهانة، قبل أن تعيدهم إلى مناطقهم، ردود فعل غاضبة مطالبة بوضع حد لمأساة المدنيين المحاصرين في البلدة.

ويؤكد وزير التربية السابق النائب عن محافظة كركوك، محمد تميم، أن تصرفات القوات الكردية بحق النازحين، والتي ظهرت في الفيديو، لا تختلف عن تصرفات تنظيم "الدولة الإسلامية"، مبينا خلال مقابلة متلفزة، بثت اليوم الاثنين، أن "مثل هذه السلوكيات التي تصدر من بعض عناصر القوات الأمنية هي التي جلبت التنظيم إلى العراق".

وأضاف تميم "نسمع عن عشرات حالات الاعتداء اليومية على النازحين، شبيهة بما ظهر في مقطع الفيديو"، مؤكدا إجراء اتصالات مع الأطراف الكردية لتلافي مثل هذه الاعتداءات، مبديا استغرابه من تأخر انطلاق عملية تحرير الحويجة التي تضم نحو 300 ألف مدني، على الرغم من الحيف الكبير الذي يقع على سكانها من قبل "داعش".

بدورها، نفت وزارة البشمركة على لسان المتحدث الرسمي، الفريق جبار ياور، صحة الاتهامات، مؤكدةً في بيان وصل "العربي الجديد"، أن "الفيديو المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يشاع أن فيه اثنين من مقاتلي البشمركة يقومان بتعذيب اثنين من المواطنين العرب النازحين في واحدة من مناطق كركوك مفبرك، وهدفه تخريب علاقة الكرد بالعرب".

وأضاف ياور في تصريح صحافي، أن "الفيديو غير صحيح ومفبرك، وكثيراً ما نرى مثل تلك الفيديوهات منشورة، ولكن دون أن يتقدم أي شخص بشكوى ضد أشخاص أو جهات، لذلك نعتبر الفيديو مصطنعاً هدفه تخريب العلاقات بين الكرد والعرب في تلك المناطق".


في المقابل، قال عضو تجمع شيوخ قبائل كركوك، عثمان العبيدي، اليوم الاثنين، إن "الحويجة تعاني من أزمة إنسانية كبيرة، بسبب وجود عشرات الآلاف من النازحين الذين يعانون من نقض الغذاء والدواء".

وأكد لـ"العربي الجديد"، أن المدنيين هناك أصبحوا بين نارين: نار تنظيم "داعش"، ونار القوات الكردية التي تمنعهم من الفرار إلى مناطق أخرى.

وأشار إلى أن "التنظيم أصدر توجيهات مشددة منع بموجبها خروج أي مدني، حتى الشيوخ والنساء والأطفال"، مبيناً حدوث عمليات إعدام طاولت مدنيين حاولوا الفرار من الحويجة العام الماضي.

وناشد العبيدي الحكومة العراقية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية التدخل العاجل لمنع تفاقم المعاناة التي يتعرض لها سكان الحويجة، مطالباً بالضغط على حكومة إقليم كردستان العراق، من أجل السماح للنازحين بالوصول إلى مناطق آمنة في كركوك.

وأعدم تنظيم "داعش"، يوم الجمعة الماضي، ثمانية أشخاص من سكان الحويجة، رميا بالرصاص، بتهمة التخابر مع القوات العراقية. كما أفاد سياسيون العام الماضي بأن التنظيم احتجز نحو ثلاثة آلاف شخص حاولوا الفرار من البلدة المحاصرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.

يشار إلى أن تنظيم "داعش" سيطر على بلدة الحويجة بمحافظة كركوك بعد سقوط الموصل في العاشر من يونيو/حزيران 2014، ولم تقم القوات العراقية بعملية عسكرية لتحريرها، على الرغم من المناشدات المتكررة من سكانها.

ذات صلة

الصورة
دمار هائل في أحياء الموصل (أحمد الربعي/فرانس برس)

أخبار

حصل "العربي الجديد" على شهادات مأساوية لعراقيين عالقين داخل ساحل الموصل الغربي الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أكدوا أنهم يلجأون إلى أكل القطط والحشائش لسد الجوع، إضافة إلى تسجيل حالات وفاة أطفال ومسنين بسبب الجوع.
الصورة
أربعة ملايين نازح عراقي: غربة داخل الوطن

مجتمع

للعام الثالث على التوالي، تستمر أزمة نزوح العراقيين عن منازلهم متخذين من الخيام والهياكل الحديدية في الصحاري والمناطق النائية سكناً داخل وطنهم، بعد أن رفضت الحكومة العراقية دخولهم إلى العاصمة بغداد، وفرضت نظام الكفيل.
الصورة
متحف الموصل بات أطلالا (أحمد الربعي/فرانس برس)

منوعات

جال "العربي الجديد"، داخل متحف الموصل، أو ما تبقى منه، لتكشف الكاميرا مقدار الدمار الهائل الذي وقع فيه.
الصورة
متحف الموصل بات أطلالا (أحمد الربعي/فرانس برس)

أخبار

جال "العربي الجديد"، داخل متحف الموصل، أو ما تبقى منه، لتكشف الكاميرا مقدار الدمار الهائل الذي وقع فيه.