تنتهي ظهراليوم السبت مهلة الأيام الخمسة التي حدّدها زعيم "جبهة النصرة"، أبو محمد الجولاني، لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، بزعامة أبي بكر البغدادي، كي يغادر مقاتلو الأخير، من الأجانب، الأراضي السوريّة في حال رفض قبول الاحتكام الى الشرع.
وقبل ثلاثين ساعة من حلول الموعد، قام "داعش" بتنفيذ انسحاب من مدينة إعزاز، في الريف الحلبي، على الرغم من تمتّع المدينة بأهمية خاصّة نظراً لقربها من بوابة السلامة الحدودية مع تركيا والريف الشرقي لحلب باتجاه مدينتي الباب ومنبج.
انسحاب " داعش" من إعزاز بدون قتال فسّره نائب قائد لواء "أصحاب اليمين"، المكنى أبو عامر، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بأنه انسحاب تكتيكي من الخاصرة الضعيفة، كاشفاً عن قيام "داعش"، فجر اليوم السبت، بالانسحاب أيضاً من بلدة الراعي لإعادة تجميع قواتها في الباب ومنبج.
وقال أبو عامر إن "داعش" يجري أعمالاً إضافيّة لتحصين مراكزه في منبج، حيث زاد من عمليات بناء الجدران طوال اليومين الماضيين. وكشف عن تدمير "داعش"، قبل مغادرته إعزاز، محطة تحويل الكهرباء في المدينة وفرن خبز والمطحنة الكبرى، كما سحب سبع دبابات جاهزة للعمل من مطار منغ العسكري، إضافة الى عدد من المدافع عيار " 57 " ملم. وعدد من المدافع الرشاشة.
وأضاف أبو عامر أن "داعش" فككّك مصفاة بترول متوسطة الاستطاعة من قرية بحورتا التركمانية قرب اعزاز، ونقلها الى الشرق باتجاه منبج.
وتجدر الاشارة الى أن "داعش" يوفّر موارد مالية كبيرة من خلال عمليات التكرير البدائي، ومن إمدادات الآبار النفطية التي يسيطر عليها في مناطق الجزيرة السورية.
ومن غرفة عمليات وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، قال العميد أحمد رحال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن تحركات القوات تشير الى أن المعركة ستجري في الرقة، وإن "داعش" أجرى مجموعة مناورات خادعة قبل سحب قواته باتجاه الرقة. وبالتوازي مع عمليات انسحابه من مناطق في الريف الحلبي، يقوم التنظيم، وفقاً للعميد رحال، بعمليّة انسحاب من معظم مناطق محافظه دير الزور ومن البوكمال على الحدود العراقية، إلى منجم ملح التبني غرباً باتجاه مدينة الرقة، وفي ما يبدو أن الرقة ستكون ساحة المعركة الكبرى المقبلة مع "داعش".
وعن تفسيره لهدف تحركات "داعش"، قال العميد إنّ الغاية هي تقليص عرض الجبهة، التي من المتوقع أن تشهد المعركة بنسبة الثلثين، الأمر الذي سيتيح للتنظيم الاستثمار بالقوة البشرية التي يملكها.
ورداً على سؤال حول طرق الإمداد التي سيعتمدها تنظيم "الدولة" خلال المعركة، أجاب رحال أن إغلاق الحكومة التركية للمعابر الحدودية مقابل المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، فضلاً عن إجلاء الأخير لقواته من ريف دير الزور، يعني فقدانه لخطوط إمداده الخارجيّة، واقتصاره على خط إمداد واحد هو الأراضي التي يسيطر عليها النظام باتجاه دمشق.
وعقب الأنباء التي وردت عن سيطرة "داعش" على مناطق واسعة في ريف محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال مصدر في "الجبهة الاسلامية" لـ"العربي الجديد "، إن "الجبهة الاسلامية" و"جبهة النصرة" سيطرتا على ناحية مركدة 100 كيلومتر جنوب الحسكة، وتستكملان السيطرة على خمس قرى أخرى تابعة لها بعد طرد "داعش" منها.
وعلى الجبهة نفسها، أفاد ناشطون ميدانيون بوقوع اشتباكات في الجهة الغربية من مدينة رأس العين بين "داعش" من جهة، ومسلحي حزب "الاتحاد الديموقراطي PYD" من جهة أخرى. كما وردت أنباء عن قيام "تنظيم الدولة الاسلامية" بنسف أحد الحواجز التابعة للحزب في قرية العزيزية.
وبعد أقل من أسبوع على اتهام "داعش" بتصفية الرجل الأوّل في حركة "أحرار الشام" الإسلاميّة، أبو خالد السوري، قام انتحاري مزوّد بسترة مفخخة من التنظيم، باقتحام منزل القيادي في الحركة الشيخ ذياب، في بلدة الشميطية في ريف دير الزور الغربي، قبل أن يفجر نفسه، ويتسبب باحتراق وتشوه ثلاثة أطفال.