"دار مدارك": إسرائيل في معرض الرياض

يبدو أن شكاوى زوار أروقة "معرض الرياض الدولي للكتاب"، حول وجود كتاب "السعودية والمشهد الإستراتيجي الجديد" لمؤلفه الإسرائيلي جاوشوا تيتلبام، الصادر عن "دار مدارك"، التي تعود ملكيتها لمدير قناة "العربية" الجديد، تركي الدخيل، لم تكن كافيةً ليتخذ مسؤولو وزارة الثقافة والإعلام السعودية إجراءً يقتضي سحب الكتاب من المعرض.

الكتاب، الذي نقله إلى العربية المترجم السعودي حمد العيسى وقدّم له الباحث فؤاد عجمي (رحل العام الماضي) ذو الميول الصهيونية، يعمل مؤلّفه مستشاراً لعدة جهات حكومية إسرائيلية، وأستاذاً محاضراً في جامعة "بار إيلان"، كما أنه متحدث في مؤتمر "أيباك" السنوي.

ويحاول المؤلف فيه أن يقدّم رؤية تؤكد أنه "لا عداء يجمع بين إسرائيل والسعودية، بل إن العداء الحقيقي يجب أن يكون مع إيران". إلى جانب تركيزه المستمر على أن "مستقبل المنطقة لن يستقيم من دون تحالف بين الدولتين؛ لكفّ أذى إيران التي تحتل مكانة متقدمة في دعم العمليات الإرهابية التي تؤثر على مصالح البلدين المشتركة".

وعلمت "العربي الجديد" من مصدر مسؤول في وزارة الثقافة أن "الوزارة لم تقم بإتاحة الكتاب أو منعه. ولكنها تلقت من قبل رواد المعرض شكاوى حول بيعه وطالبوا بسحبه ومعاقبة الناشر. إلا أنه وبعد فحص الدار، لم يكن في حوزتها أي نسخة"، مضيفاً "ومع ذلك لم نطلب منهم عدم بيعه لأن ما نملكه هي شكاوى ونسخ الزوار"، مشيراً إلى أن ذلك "لا يعتبر دليلاً يتم البناء عليه لإصدار أي قرار بهذا الخصوص، ما لم يتم التثبت شخصياً من قبل موظفي الوزارة".

وينص النظام السعودي في مرسوم ملكي أصدره قبل 32 عاماً، بأن تعامل أي جهة وطنية أو أجنبية تمارس نشاطها على الأراضي السعودية مع إسرائيل أمر محظور يقتضي السجن والغرامة المالية بحق من يقوم به.

أخيراً، نشير إلى أنّ صدور الكتاب في العام الماضي كان قد أثار ضجّة؛ ما دفع مجموعة من المغردين والنشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي إلى مهاجمة هذه الترجمة، معتبرين إياها تطبيعاً يجب كشفه، وكان ذلك سبباً في تقديم بعضهم شكوى إلى "اتحاد الناشرين العرب"، مطالبين إياه باتخاذ عقوبة بحق الدار.