"خُبز الدار" يتغلب على أزمتي الكهرباء والغاز في غزة

01 سبتمبر 2016
دفع الحصار الفلسطينيين للبحث عن بدائل (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

تنعكس أزمتا الكهرباء وغاز الطهو، إيجابا على أحمد المدهون، إذ إنّ الطلب على مخبزه البدائي الذي أسسه قبل عشر سنوات، ازداد مع تردي الأوضاع الاقتصادية وقلة إمداد الغزّيين بالكهرباء، بما فيها ظهور أزمات نقص غاز الطهو بين الحين والآخر.
ويعتمد المدهون في عمله داخل فرن "خُبز الدار"، على طرق بديلة، في الخِبازة، تُغنيه عن أزمات الكهرباء وغاز الطهو، حيث اضطر لترميم فُرنه القديم المعتمد على الحطب والزيت المحروق، كواحد من الحلول التي ساعدته على الاستمرار في عمله، دون القلق من الأزمات المنعكسة على واقع الفلسطينيين بغزة.
ويوضح المدهون لـ"العربي الجديد"، أن تفاقم أزمات الكهرباء وغاز الطهو، لم يساعده على الاستمرار بعمله طيلة اليوم، مما أثر سلبًا على عمله في المخبز، فبحث عن حل بديل، خاصة أن الناس ممن يخبزون في بيوتهم، يعانون من انقطاع التيار الكهربائي، وقلة غاز الطهو، ولا يجدون حلاً، مما قد يُفسد خِبازتهم.
ويضيف أنه أخذ يُرمم بالفرن القديم داخل مخبزه، والذي يعتمد في عمله على الزيت المحروق والحطب، كونه يشكل حلاً للأزمات المتلاحقة للغزيين، في حين لم يُنكر أن الأوضاع الصعبة بغزة انعكست إيجابيًا على عمله، مستشهدًا بالقول الشائع "مصائب قوم عند قوم فوائد".
وينهمك المدهون في عملية تقطيع العجين ورقّه يدويًا، وتحضيره لعملية الخبازة، التي تطلبت من آخر جُهدا أكبر في تحضير الفُرن، إذ يبدأ في تجهيزه وتنظيفه، حتى إشعاله عبر صبابات الزيت المجهز عبر الأنابيب، مضيفًا الحطب للنار تدريجيًا لضمان درجة حرارة مناسبة لعملية الخبازة داخله.
وفي رُكن آخر، ينشغل عاملان آخران بتحضير خبز الصاج، بواسطة حرارة النار المتوهجة من الحطب، متغلبين على أزمة نقص الغاز، في حين يُلاحظ إقبال الناس تدريجيًا على المخبز، واصطفافهم حوله، متسائلين عن تجهيزات الخبز والانتهاء منها، للحصول على بعضه.
ودفعت ظروف الحصار المفروض على القطاع منذ 10 سنوات، الفلسطينيين في غزة للبحث عن بدائل تدفعهم للتغلب على الأزمات المتراكمة من ظروف الحصار الذي يعانون منه، لاسيما بعدما انعكست سلبًا على الظروف الاقتصادية والمعيشية لنحو مليوني فلسطيني يقطنون في قطاع غزة.
ويقول المدهون: "فرن الزيت والحطب تم العمل به خلال الشهر الماضي، كون أزمة الكهرباء ازدادت سوءًا حينها، ومن يرغبون بالخبز المنزلي يعتمدون على الكهرباء بشكل كامل"، موضحًا أن فكرة الفرن جاءت من باب مساعدة الناس في عملية الخبيز، والتخفيف من عبء فساد الخبز جراء انقطاع الكهرباء.
ويشير إلى أنه سمّاه مخبز "خُبز الدار" كونه يعتمد على العمل بشكل يدوي في مراحل العجين والتقطيع والرّق، بعكس ما يتبعه أغلب المخابز المنتشرة بالقطاع، والتي تعتمد على الآلات بشكل كامل، أمرٌ حقق الرضى لدى المدهون من عملية إقبال المواطنين على المخبز مقارنة بغيره.
ويبين أن الفُرن الذي يعمل به ستة عمال، يحتاج يوميًا إلى 40 لترًا من الزيت المحروق، بتكلفة 80 شيكلاً (الدولار يساوي 3.8 شيكلات)، بالإضافة لتكلفة الحطب والتي تصل إلى 50 شيكلا، مشيرًا إلى أن تكلفة خبازة الرغيف الواحد من الخبز داخل الفرن هي "أغورة" واحدة.
ويوضح المدهون أن المخبز يقدم معجنات متنوعة للمواطنين وأنواعا مختلفة من الخبز كالبلدي والعادي وخبز الصاج، وكلها تعتمد على الزيت المحروق والحطب في خبيزها، مضيفًا أن العمل اليدوي الذي تأسس عليه المخبز، ولّد زبائن كُثرا من المواطنين الذين يُحبون الأعمال القريبة من الأعمال المنزلية.
ويحتاج قطاع غزة، الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني، إلى 500 ميغاواط، لكن لا يتوفر منها سوى قرابة 222 ميغاواطا في أحسن الأحوال، وتأتي من ثلاثة مصادر، وهي: محطة غزة بنحو 80 ميغاواطا، وخطوط كهرباء قادمة من الاحتلال بمقدار 120 ميغاواطا، وأخرى مصرية بـ22 ميغاواطا.
المساهمون