"خندق" فصل كربلاء في مراحله الأخيرة

07 يونيو 2015
من غايات الخندق حماية المراقد المقدسة، بحسب كربلاء(أيمن يعقوب/الأناضول)
+ الخط -

في ظل عجز القوات العراقية، والمليشيات المساندة لها، عن صدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي يحتل مناطق شاسعة من البلاد، أعلنت الحكومة المحلية في محافظة كربلاء، أمس، أنه تم إنجاز تسعين في المائة من مشروع حفر الخندق الأمني، الذي يفصل كربلاء وبابل وسط العراق عن محافظة الأنبار، والتي يحتل "داعش" القسم الأكبر منها. 

وأوضح عضو مجلس محافظة كربلاء، حسين شدهان، لـ"العربي الجديد "، أن أعمال حفر الخندق الذي أمرت الحكومة المركزية بتوصية من وزارة الدفاع بشقه متواصلة للشهر السادس على التوالي، ووصلت نسبة الإنجاز حتى اليوم تسعين في المائة، مشيراً إلى أن المشروع يتضمن شق خندق ترابي بعمق عشرة أمتار وعرض ستة أمتار وطول اثنين وأربعين كيلومتراً، يفصل بين حدود محافظتي كربلاء وبابل مع محافظة الأنبار، وتبلغ كلفته ستة عشر مليار دينار عراقي، أي اثني عشر مليون دولار أميركي وتنفذه شركة عراقية خاصة منذ السادس من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأشار شاهين إلى أن حفر الخندق الذي جاء بناء على توصية من مستشارين عسكريين وأمنيين يأتي كحل أمثل في هذه الفترة لوقف تمدد (داعش) باتجاه محافظات الوسط والجنوب، وأن الشركة المنفذة تسعى إلى الانتهاء من حفر الخندق، قبل أن يصل خطر التنظيم إلى المنطقة.

وأضاف عضو مجلس محافظة كربلاء أن العمل في المشروع مستمر على مدار الساعة لإنجازه في أقرب وقت ممكن، وأن الخندق كفيل بفصل "داعش" عن أقرب نقطة من مدينة كربلاء بحوالى ستين كليومتراً، كما "سيمنع استهداف الإرهابيين للعتبات المقدسة ضريح الإمام الحسين بن علي عليه السلام في المدينة"، حسب قوله.

بدوره، نفى عضو مجلس محافظة كربلاء ورئيس اللجنة الأمنية فيها، عقيل المسعودي، في تصريح صحافي، أن تكون غاية المشروع الاستيلاء على أراض من محافظة الأنبار في المنطقة القريبة من الخندق، وذلك رداً على اتهامات بعض السياسيين السنة، مضيفاً أنه بحسب المعلومات الاستخباراتية التي وصلت الى حكومة كربلاء، فإن "داعش" سوف يسعى لتجاوز هذه الحفرة، غير أن "الأجهزة الأمنية تقف له بالمرصاد‎".

وأكد المسعودي أن الخندق مجهز "بأبراج مراقبة وكاميرات كي يؤدي دوره على أكمل وجه في حفظ الحدود الإدارية الغربية للمحافظة"، مشيراً الى أن "الخندق سيكون على مسافة تمنع وصول النيران غير المباشرة الى أقرب نقطة سكنية من المحافظة".

ويعيد هذا الخندق الى الواجهة الخلاف على الحدود الإدارية بين محافظتي الأنبار وكربلاء، خصوصاً فيما يتعلق بمنطقة النخيب، التي تمتد مئات الكيلومترات في المنطقة الصحراوية.

اقرأ أيضاً: أسلحة ثقيلة للمليشيات قرب السعودية ونفق يربط النخيب بكربلاء

وفي السياق نفسه، قال عضو "التحالف الوطني"، النائب عباس البياتي، إن حواجز إلكترونية وكاميرات وأجهزة إنذار مبكر سوف تعزز الخندق، مشيراً الى أن "الخندق ليس بجديد؛ فقد أقيم في عامَي 2006 و2007 سور بغداد الإلكتروني وسبقته إقامة حواجز مائية وإسمنتية"، معتبراً أن "أساس المشروع أمني ضد تنظيم (داعش) وليس سياسياً أو طائفيّاً".

وأضاف البياتي أن "الحفاظ على المراقد المقدسة في محافظتي كربلاء والنجف هو الهدف، بعدما رأى العالم كيف تمكن تنظيم (القاعدة) الإرهابي في فبراير/ شباط  2006 من تفجير (مقام الإمامين العسكريين) في سامراء، وهو الحادث الذي فجر فتيل الحرب الطائفية التي خلفت مئات الآلاف من القتلى والمفقودين بين أبناء الشعب الواحد".

لكن نائب رئيس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، اعتبر أن "الخندق عبارة عن فصل طائفي، يستهدف المناطق السنية وليس ثمة ما يبرره أمنياً".

وقال العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنه طالب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأن يكون هناك حاجز بين محافظتي ديالى وواسط، وبين محافظتي صلاح الدين وبغداد، وبين الأخيرة وبابل، موضحاً أن الخندق الأمني يستهدف زيادة مساحة كربلاء على حساب محافظة الأنبار مما يعطي دفعة قوية للفصل الطائفي، وأن الخنادق التي حفرت بين سورية والعراق اقتحمت في ساعات وهرب الجنود.

المساهمون