في آخر أعماله "جمهور" الذي عُرض في منتصف السنة الجارية، قدّم الكوريغرافي التونسي، عماد جمعة، مجموعة لوحات تتحدّث عن وضع فنون الرقص في تونس اليوم، وضع تعصف به صعوبات الإنتاج والعرض والحياة اليومية للفنّانين الناشطين في القطاع.
في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عاد جمعة، لكن ليس كمخرج ومصمّم لوحات، وإنما كمدير فنّي لتظاهرة "خريف رقص".
التظاهرة تقدّم، من زاوية أخرى، وضع الفنون الكوريغرافية في تونس اليوم. هذه المرّة، ليس من خلال عرض مكتوب متناسق، وإنما من خلال مجموعة عروض متتالية. انطلقت التظاهرة قبل يومين وتختتم في سهرة الليلة في فضاء "تياترو" في تونس العاصمة.
في الورقة التعريفية بالبرنامج، يشير الفضاء المحتضن للتظاهرة بأن "خريف رقص" هو "مهرجان للقاء بالمواطن"، هذا المواطن الذي يشكّل في تعدّده الفضاء العام التونسي الذي بات إشكالية لتطوّر الرقص كشكل فنّي.
من العروض التي قُدّمت، في إطار التظاهرة، "توحشّت" لـ ثربا بوغانمي، و"بالصدفة" لـ عمر عبّاس، فيما يُعرض الليلة "بينهنّ" لـ آمنة المولهي و"عدم توازن" لـ آمال العويني و"لحظة" لـ قيس بولعراس.
لعل خيار العنوان الذي تحمله التظاهرة يوحي بما في صدور الفنانين الفاعلين في القطاع، فهو لا يشير فقط إلى فترة زمنية من العام، بل يلمّح إلى شعور عام بأن الكوريغرافيا تتساقط أوراقها في تونس، بعد أن وعدت بالكثير.