المدرسة ليست مكاناً مخصصاً للدراسة فحسب، ومن حقّ الطفل أيضاً أن يستمتع فيها، وأن يختار طريقة استمتاعه في حصص تُخصّص لذلك. هذه قاعدة ذهبيّة في المدارس الألمانيّة، حيث تأتي "حصص الفراغ" متنوّعة ومختلفة.
أنيتا مارتين، مدرّسة في إحدى مؤسسات تورنغن (وسط ألمانيا) التربويّة، تشرح الطرق التي يقضي بها التلاميذ حصص الفراغ التي تأتي تربويّة في الوقت نفسه. فتتحدّث عن حديقة تقوم فكرتها على تزويدها بالطاقة الشمسيّة التي تحتاجها، والتي تتضمّن بركة ماء لتربية البط، ومناحل لتربية النحل، وتعيش فيها مجموعة من الأرانب. والعناية بهذه الحديقة تقع على عاتق التلاميذ الذين اختاروا قضاء حصة فراغهم في الاهتمام بها. وهم في الوقت نفسه، يتعلمون تربية الأرانب والنحل وكيفيّة تكاثرها، وقد تحوّلوا إلى فلاحين صغار.
إلى ذلك، يختار بعض صغار هذه المدرسة قضاء حصّة الفراغ في المطبخ. وبخلاف التوقعات، يأتي الطبخ الخيار المفضل للفتية، بحسب ما تشير المدرّسة المسؤولة عن حصة الطبخ. وتوضح أن "هؤلاء يظهرون حماسة كبيرة لتعلم كيفيّة الطبخ والوصفات، ويظهرون التزاماً أكبر من الفتيات بتطبيق الوصفات وخصوص كعكة الحلوى. كذلك هم يرتدون المآزر دوماً، وقليلا ما يضحكون وهم يعدّون الطعام، بعكس الفتيات. وهذه الحصّة لا تشمل فقط إعداد الوجبات، بل أيضاً غسل الأطباق وترتيب المطبخ بعد الانتهاء من الطبخ، بالإضافة إلى إعداد المائدة بشكل لائق.
المسرح من الخيارات المتاحة أيضاً. وهو يحلّ ثالثاً في هذه المدرسة، بحسب مارتين. "شكسبير" هو الاسم الفني الذي اختاره أحد التلاميذ الذي يقول: "أنا أحب المسرح، وأتابع الأعمال المسرحيّة مذ كنت صغيراً. بالنسبة إلي، هو تفريغ حقيقي للمواهب والطاقة. كذلك فإن المدرّسين هنا يتعاطون معنا بمهنيّة عالية. ومن الممكن أن أجعله مهنتي في المستقبل".
اقــرأ أيضاً
أنيتا مارتين، مدرّسة في إحدى مؤسسات تورنغن (وسط ألمانيا) التربويّة، تشرح الطرق التي يقضي بها التلاميذ حصص الفراغ التي تأتي تربويّة في الوقت نفسه. فتتحدّث عن حديقة تقوم فكرتها على تزويدها بالطاقة الشمسيّة التي تحتاجها، والتي تتضمّن بركة ماء لتربية البط، ومناحل لتربية النحل، وتعيش فيها مجموعة من الأرانب. والعناية بهذه الحديقة تقع على عاتق التلاميذ الذين اختاروا قضاء حصة فراغهم في الاهتمام بها. وهم في الوقت نفسه، يتعلمون تربية الأرانب والنحل وكيفيّة تكاثرها، وقد تحوّلوا إلى فلاحين صغار.
إلى ذلك، يختار بعض صغار هذه المدرسة قضاء حصّة الفراغ في المطبخ. وبخلاف التوقعات، يأتي الطبخ الخيار المفضل للفتية، بحسب ما تشير المدرّسة المسؤولة عن حصة الطبخ. وتوضح أن "هؤلاء يظهرون حماسة كبيرة لتعلم كيفيّة الطبخ والوصفات، ويظهرون التزاماً أكبر من الفتيات بتطبيق الوصفات وخصوص كعكة الحلوى. كذلك هم يرتدون المآزر دوماً، وقليلا ما يضحكون وهم يعدّون الطعام، بعكس الفتيات. وهذه الحصّة لا تشمل فقط إعداد الوجبات، بل أيضاً غسل الأطباق وترتيب المطبخ بعد الانتهاء من الطبخ، بالإضافة إلى إعداد المائدة بشكل لائق.
المسرح من الخيارات المتاحة أيضاً. وهو يحلّ ثالثاً في هذه المدرسة، بحسب مارتين. "شكسبير" هو الاسم الفني الذي اختاره أحد التلاميذ الذي يقول: "أنا أحب المسرح، وأتابع الأعمال المسرحيّة مذ كنت صغيراً. بالنسبة إلي، هو تفريغ حقيقي للمواهب والطاقة. كذلك فإن المدرّسين هنا يتعاطون معنا بمهنيّة عالية. ومن الممكن أن أجعله مهنتي في المستقبل".
وحصّة المسرح لا تُحصر فقط في الوقوف على الخشبة، بل يتعلّم في خلالها التلميذ كل ما يتعلق بالمسرح من تفاصيل وتقنيات وإضاءة وخلافه. وفي هذه الحصّة، يمثل التلاميذ في مسرحيات حول المراهقة ومشكلات المراهقين.
وتأتي نشاطات حصص الفراغ في المدارس لتتوافق مع الفلسفة التربويّة التي تجعل من وقت الفراغ فرصة لتطوير الذات واكتشافها، والعمل على تعزيز الموهبة التي قد تمهّد الطريق إلى مهنة التلميذ في المستقبل.
من جهة أخرى، تتمحور الخطة الحكوميّة في هذا المجال حول مجموعة من النقاط الأساسيّة: النقطة الأولى هي النشاطات التي يمكن أن يشترك فيها التلاميذ بشكل طوعي للتعلم من الكبار خارج نطاق المناهج المدرسيّة، وذلك بهدف اكتساب الخبرة والمعرفة. وهي تشمل جميع ورش العمل والنشاطات كالرياضة والسياسة مثلاً. وهذا النوع من النشاطات من الممكن أن يُنجز بالتعاون مع المؤسسات المعنيّة.
النقطة الثانية هي ما يجب تعزيزه في خلال وقت الفراغ، بحسب الرؤية الرسميّة، أي المسؤوليّة والمشاركة. فخلال اليوم المدرسي، يحتاج التلميذ إلى تعلّم كيفيّة التعامل مع الروتين وتحمّل المسؤوليات لمواجهة الحياة الواقعيّة، وليس فقط المناهج الدراسيّة. وفي هذا الإطار، باستطاعة التلميذ أن يقضي وقت فراغه المدرسي في إدارة مكتبة المدرسة مثلاً، أو زيارة دور رعاية المسنين، أو في العمل على حل النزاعات.
أما النقطة الثالثة، فهي المؤانسة الاجتماعيّة. وفلسفة هذا البند تقول بمبدأ: ليس كلّ ما يتعلمه التلاميذ يجب أن يكون مخططاً. فثمّة عمليّة تعليم غير مخطط له، وهي تحتاج إلى مساحة من الحريّة لكي يتعلم الأطفال العيش المشترك وتحمل المسؤوليات معاً وكذلك من بعضهم بعضاً.
إلى ذلك، ثمّة ما يحفظ حق التلميذ بالاسترخاء من دون أي واجبات أو التزامات. وعلى الرغم من ذلك، تؤكد التقارير الصادرة في هذا المجال أن المراهقين والأطفال يعانون حالياً أكثر من أي وقت مضى من "عدم توفّر وقت للفراغ"، إذ إنّ الطفل يبقى مشغولاً بالواجبات المدرسيّة لوقت طويل بعد عودته من المدرسة، وبالتالي لا تتاح له فرصة ممارسة أي هواية أو نشاط خلال اليوم العادي. وهو ما يشكّل ضغطاً حقيقياً على الأسرة بكاملها.
اقــرأ أيضاً
وتأتي نشاطات حصص الفراغ في المدارس لتتوافق مع الفلسفة التربويّة التي تجعل من وقت الفراغ فرصة لتطوير الذات واكتشافها، والعمل على تعزيز الموهبة التي قد تمهّد الطريق إلى مهنة التلميذ في المستقبل.
من جهة أخرى، تتمحور الخطة الحكوميّة في هذا المجال حول مجموعة من النقاط الأساسيّة: النقطة الأولى هي النشاطات التي يمكن أن يشترك فيها التلاميذ بشكل طوعي للتعلم من الكبار خارج نطاق المناهج المدرسيّة، وذلك بهدف اكتساب الخبرة والمعرفة. وهي تشمل جميع ورش العمل والنشاطات كالرياضة والسياسة مثلاً. وهذا النوع من النشاطات من الممكن أن يُنجز بالتعاون مع المؤسسات المعنيّة.
النقطة الثانية هي ما يجب تعزيزه في خلال وقت الفراغ، بحسب الرؤية الرسميّة، أي المسؤوليّة والمشاركة. فخلال اليوم المدرسي، يحتاج التلميذ إلى تعلّم كيفيّة التعامل مع الروتين وتحمّل المسؤوليات لمواجهة الحياة الواقعيّة، وليس فقط المناهج الدراسيّة. وفي هذا الإطار، باستطاعة التلميذ أن يقضي وقت فراغه المدرسي في إدارة مكتبة المدرسة مثلاً، أو زيارة دور رعاية المسنين، أو في العمل على حل النزاعات.
أما النقطة الثالثة، فهي المؤانسة الاجتماعيّة. وفلسفة هذا البند تقول بمبدأ: ليس كلّ ما يتعلمه التلاميذ يجب أن يكون مخططاً. فثمّة عمليّة تعليم غير مخطط له، وهي تحتاج إلى مساحة من الحريّة لكي يتعلم الأطفال العيش المشترك وتحمل المسؤوليات معاً وكذلك من بعضهم بعضاً.
إلى ذلك، ثمّة ما يحفظ حق التلميذ بالاسترخاء من دون أي واجبات أو التزامات. وعلى الرغم من ذلك، تؤكد التقارير الصادرة في هذا المجال أن المراهقين والأطفال يعانون حالياً أكثر من أي وقت مضى من "عدم توفّر وقت للفراغ"، إذ إنّ الطفل يبقى مشغولاً بالواجبات المدرسيّة لوقت طويل بعد عودته من المدرسة، وبالتالي لا تتاح له فرصة ممارسة أي هواية أو نشاط خلال اليوم العادي. وهو ما يشكّل ضغطاً حقيقياً على الأسرة بكاملها.