قدّم الكاتب السوري، خلدون قتلان، عدداً من النصوص للدراما السورية، اتجهت في معظمها إلى رواية التاريخ الدمشقي، بعيداً عن النمط التجاري السائد. وكان آخر أعماله "قناديل العشاق" مع المخرج سيف سبيعي قبل عام. إلا أن نص "حرملك" تعثّر في الوصول إلى الشاشة عدة مرات، وسط لوم متبادل وتهديدات وإلقاء كل طرف اللوم على الطرف الآخر. وقبل أيام، عاد التصعيد للواجهة، بعدما كشفت شركة "كلاكيت" عن نيتها الفعلية في بدء عمليات التصوير على أراضي دولة الإمارات.
منذ 2015
المسلسل الذي كان مقرراً تسميته "آغا الحرملك"، تعود قصة الخلاف حوله إلى عام 2015، بعد اختيار شركة "كلاكيت" إنتاج مسلسل درامي ضخم عن البيئة الشامية تمتد أحداثه لتسعين حلقة، مع أكثر من 150 ممثلًا من الفنانين السوريين والعرب. وتدور أحداث العمل بين عامي 1513 و1516 بين مدينتي دمشق والقاهرة، إبان حكم المماليك ووصولهم إلى السلطة، والمعارك الكبرى التي دارت بينهم، وبين المغول والصليبيين كذلك.
أما من ناحية التنفيذ، فشكّل تحوّل شركة "كلاكيت" عن إنتاج الأعمال الدرامية قبل ثلاثة أعوام قراراً مباغتاً، توقفت على إثره عدة مشاريع عن التنفيذ، كنص "موجة برد" للكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير. في حين كان إنتاج الشركة مقتصراً على برنامج "آراب كاستنج" على مدى موسمين، رغم أن الشركة سبق أن قدمت أعمالاً بارزة في الدراما السورية، مثل "الولادة من الخاصرة" و"العراب" و"غداً نلتقي".
إلى القضاء
ظلّ المنتج، إياد نجار، ينتهز كل فرصة مع بداية كل موسم لإعلان الاستعداد لإنتاج "حرملك"، لكن كثرة التسويف لمدة عامين بحجة عدم تحديد مكان التصوير؛ دفعت المخرج سيف سبيعي، قبل عامين، إلى إعلان انسحابه من المسلسل وتوجهّه لإخراج مسلسل "قناديل العشاق" عن نص لقتلان أيضاً.
قابل ذلك مطالبة الكاتب خلدون قتلان للشركة بإعادة استرداد حقوقه من النص. إلا أن المنتج رفض ذلك، فتحول الأمر إلى القضاء مدة عام كامل، قبل أن ينتشر في الإعلام نبأ اتفاق غير معلن بين نجار وقتلان على استعادة الكاتب حقوق النص مقابل استرداد الشركة للمبلغ المادي المدفوع، أملاً بأن ينفذ المسلسل بعهدة شركة ثانية، لكن "كلاكيت" عادت للإعلان عن تصديها لتصوير المسلسل؛ ما أغضب قتلان وكتب على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك عن تحريكه الموضوع قضائياً من جديد لإيقاف التحضيرات "المزعومة" كما وصفها.