يواصل جي آر رحلة بحثه في الصورة والفيديو التي بدأها في سن الخامسة عشرة كهاوٍ يسجّل ما يحتجب عن عيون كثيرين في باريس، ثمّ تكرّست رؤيته حول الشارع بوصفه أكبر صالة عرض في العالم، وأنّ مهمّته تتمثّل في تفكيك الأفكار السائدة والصورة المنقوصة التي يروّجها الإعلام.
تحلّ أعمال الفنان والفوتوغرافي الفرنسي هذه المرة في "غاليري متاحف قطر" في الدوحة، في معرض استعادي انطلق في السادس من الشهر الجاري ويستمرّ حتى الحادي والثلاثين من أيار/ مايو المقبل.
بعد سنوات من العمل، يُمكن القول إن شوارع العالم قد التقت في اشتغالاته، التي ترصد الأحياء الفقيرة في البرازيل والاحتجاجات الشعبية في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، ومعاناة الشعب الفلسطيني بسبب انتهاكات الاحتلال، وواقع سكّان أميركا الأصليين، والصعوبات التي يواجهها طلبة في العالم الثالث وغيرها.
من أبرز أعمال المعرض: مجموعة صور "وجه لوجه" (2007) التي اشتغلها جي آر ضمن حملة أطلقها تحت عنوان "بورتريه جيل"، وألصق بوتريهاته على جانبي جدار الفصل العنصري في فلسطين، وبعضها في شوارع مدن فلسطينية عديدة.
كما تُعرض مجموعة "نساء بطلات" (2008)، وتضمّ صور بورتريه لنساء ناجيات من أتون الصراعات في بلدان متعدّدة مليئة بالعنف، حيث تركّز على ملامحهن الجسدية والعاطفية وتبرز كرامتهن، أمّا "مشروع قلباً وقالباً" (2011) فهو يستلهم ملصقات الفنان الضخمة المنتشرة في الشوارع، والذي دعا جميع الأفراد والجماعات في العالم للمشاركة فيه بهدف نقل قصصهم التي يجهلها الكثيرون.
الفنان الذي يخفي هويته ويعمل باسم مستعار، قدّم أفلاماً عديدة منها وثائقي بالتعاون مع المخرجة البلجيكية أغنيس فاردا يروي فيه قصصاً خفيّة لأناس يعيشون في فرنسا، وكذلك فيلم "أليس" الذي تدور أحداثه عن المهاجرين الذين أسهموا في نهوض المجتمع الأميركي.
يُذكر أن جي آر وُلد في عام 1983، ويقيم بين باريس ونيويورك. أقام العديد من المعارض الفردية في سويسرا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة والصين، وأعماله منتشرة على واجهات المباني والجدران والجسور في بلدان أوروبية وفي البرازيل ومدنٍ عربية وأفريقية.